محادثات تشكيل تحالف اليمين في هولندا تتعثر وسط تبادل الاتهامات
تشير المشاورات الحالية بين أكبر الأحزاب اليمينية في هولندا، إلى عدم وجود اتفاق مباشر لتشكيل تحالف يميني قوي، وهو ما يظهر عقبات وتحديات تعترض الطريق نحو تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد. يأتي ذلك في ظل اتهامات متبادلة بين القادة السياسيين البارزين وعدم الاتفاق على الخطوط العريضة للسياسات المستقبلية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الاتفاقات السياسية والتوجهات الحكومية المحتملة.
تباينات وتحديات في تشكيل تحالف يميني في هولندا بعد الانتخابات الأخيرة
تتجه الأنظار حالياً نحو محاولات تشكيل تحالف سياسي يميني جديد، حيث تتقاطع المصالح وتتباين الآراء بين الأحزاب الرئيسية الأربعة، مما يجعل عملية التفاوض والتوصل إلى اتفاقية صعبة ومعقدة.
وأكدت تصريحات رؤوساء الأحزاب إلى تعثر محتمل في تشكيل تحالف يضم الأحزاب اليمينية الرئيسية في البلاد، بسبب اتهامات متبادلة تشير إلى عدم الثقة. ودعا البعض لإجراء اللقاءات التشاورية وجهاً لوجه بدلاً من التواصل والتراشق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي تغريدة على منصة إكس، اتهم زعيم حزب الحرية الهولندي (PVV)، خيرت فيلدرز، بيتر أومتزيخت، زعيم حزب العقد الاجتماعي الجديد (NSC)، بممارسة الألعاب السياسية، ما يعيق المساعي لتشكيل تحالف يميني يضم أربعة من أكبر الأحزاب اليمينية في البلاد.
وفي سياق متصل، دعت كارولين فان دير بلاس، مؤسِّسة حزب حركة المواطن الفلاح “BBB” المؤيد للريف، إلى وقف التحدث عبر الرسائل الإلكترونية والجلوس حول طاولة المفاوضات، مشددة على أهمية اللقاءات وجهاً لوجه لتذليل الخلافات والبحث عن حلول.
وبيّنت فان دير بلاس أن حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) وحزب العقد الاجتماعي الجديد (NSC) ينبغي لهما الانضمام إلى حزب الحرية (PVV) وحزبها المواطن الفلاح “BBB” لعقد محادثات أولية، مشيرة إلى أن العدالة يجب أن تُعطى لنتائج الانتخابات التي أظهرت رغبة الهولنديين في تشكيل تحالف يمين-مركزي.
وتحدثت فان دير بلاس عن أهمية منح فيلدرز فرصة لشرح السياسات التي سيعلقها لتلبية اعتراضات أومتسيخت، وأكدت ضرورة إجراء حوار مباشر لتحقيق التقارب بين الأحزاب.
ومن جانبه تييري باوديه من حزب “المنتدى من أجل الديمقراطية” اقترح المساعدة في تأسيس تحالف يميني-مركزي. وعبر عن استعداد حزبه للمساهمة في صياغة اتفاقية الحكم، مشيرا إلى أن مقاعدهم الاثنين في الشيوخ يمكن أن تُساهم في تأمين الأغلبية. باوديه يعتبر مواقف الأحزاب الأخرى تجاه التحالف تكتيكات سياسية ويدعو للتفاهم والتعاون.
وفي سياق آخر، أوضح رونالد بلاسترك، المكلف بمهمة مناقشة الأحزاب للوصول إلى تحالف يقود البلاد، أن حزب الديمقراطيين الليبراليين (D66) يرى أن “اليمين المحافظ واليمين المتطرف لديهما أغلبية واضحة في البرلمان”، مشيراً إلى أن تحالف يضم حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) وحزب العقد الاجتماعي الجديد (NSC) ينبغي لهما الانضمام إلى حزب الحرية (PVV) وحزب المواطن الفلاح (BBB) هو الخيار الأكثر تناسباً لبدء المحادثات.
من المتوقع أن يُقدم بلاسترك تقريراً للبرلمان حول تقدم المحادثات في الأسبوع المقبل، وسط تصاعد التوترات والدعوات لتحقيق التقارب والتفاهم المباشر بين الأحزاب اليمينية الرئيسية في البلاد.