اعتقال مئات الأشخاص خلال احتفالات رأس السنة في هولندا وسط أعمال عنف وتخريب
شهدت هولندا ليلة رأس السنة أحداثاً عنيفة أسفرت عن اعتقال ما لا يقل عن 200 شخص، في حين وصفت الشرطة الأجواء بأنها “غير مستقرة” بسبب تصاعد أعمال العنف والتخريب في عدة مناطق. وذكرت الشرطة أن العديد من عمال خدمات الطوارئ تعرضوا للهجوم في مختلف أنحاء البلاد، فيما وقع عدد من الحوادث “الخطيرة”. من المتوقع أن تُنشر الأرقام الدقيقة للاعتقالات في وقت لاحق.
في إطار السيطرة على الأوضاع، تم إرسال وحدات من شرطة مكافحة الشغب إلى مدن هارلم وزاندام وروتردام ولاهاي وأمستردام وبريدا وخرونينغن، بالإضافة إلى بعض المناطق الريفية. وفي مدينة كوليمبورخ، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المشاغبين الذين كانوا يعرقلون النظام العام.
في ساحة دام الشهيرة في وسط أمستردام، كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، حيث تعرضت المنطقة لعدد من السرقات التي زادت من حدة الأوضاع. وأوضحت رئيسة الشرطة ياني نول في بيان لها أن “ما كان يجب أن يكون احتفالا تحول إلى ليلة من التخريب والعنف في عدة أماكن”، مشيرة إلى أن “الشرطة وعمال الطوارئ كانوا هدفا لهذه الهجمات”، معتبرة أن هذا السلوك “غير مقبول” في ليلة رأس السنة.
كما أشارت نول إلى خطورة الألعاب النارية القوية وغير القانونية، التي تسببت في مقتل صبي يبلغ من العمر 14 عاما وإصابة العديد من الأشخاص بجروح خطيرة. وقالت: “من غير المفهوم أن يستخدم الناس هذه الألعاب النارية، إنهم يتعرضون لمخاطر غير مقبولة ويعرضون الآخرين للخطر”.
من جانبه، وصف وزير العدل ديفيد فان ويل استهداف عمال الطوارئ بأنه “محزن للغاية”، مؤكدًا أن “هذا السلوك يجب ألا يُعتبر أمرا طبيعيا” مضيفا: “سنقوم بكل ما في وسعنا لاعتقال المسؤولين عن هذه الأحداث”.
وتتجدد الدعوات في البرلمان الهولندي سنويا لحظر الألعاب النارية الاستهلاكية، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن حوالي 60% من السكان يدعمون هذا الحظر. ومع ذلك، لا يزال البرلمان يفتقر إلى أغلبية تؤيد هذه الخطوة.
على صعيد متصل، أظهرت بيانات قطاع الألعاب النارية الهولندي أن الهولنديين أنفقوا هذا العام مبلغًا قياسيًا قدره 118 مليون يورو على الألعاب النارية، متفوقين بذلك على الرقم القياسي لعام 2022 بمقدار 3 ملايين يورو.