هولندا تقدم للسوريين 900 يورو مقابل التخلي عن طلب اللجوء

أعلنت الحكومة الهولندية عن عرض جديد موجه للسوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم، حيث سيحصلون على مبلغ 900 يورو نقداً بالإضافة إلى تذكرة سفر إلى دمشق، بشرط التخلي عن طلب اللجوء. جاء ذلك عبر الموقع الرسمي لخدمة إعادة التوطين التابعة لوزارة العدل الهولندية (DTenV).
ويهدف هذا العرض إلى دعم العائدين خلال الأسابيع الأولى من إقامتهم في سوريا، حيث يتجاوز المبلغ الحالي ضعف الحد الأقصى المعتاد الذي يبلغ 500 يورو. يشمل العرض السوريين الذين يعيشون في هولندا بشكل غير قانوني، أو الذين لديهم تصاريح إقامة مؤقتة، أو الذين ما زالوا في طور الحصول على تصريح إقامة. في المقابل، يُطلب من المتقدمين توقيع وثيقة تُلغي بشكل دائم أي تصريح إقامة أو طلب لجوء مستقبلي.
ستقدم الخدمة المساعدة في حجز تذاكر السفر، رغم أن الموقع الرسمي لم يوضح الجهة التي ستتحمل تكاليف التذاكر. كما يمكن للسوريين الذين لا يملكون وثائق سفر الحصول على وثائق من السفارة السورية في بروكسل، مع توفير المساعدة اللازمة للحصول على إذن بالسفر إلى العاصمة البلجيكية.
السوريون في هولندا بالأرقام
تستضيف هولندا حالياً حوالي 160,000 سوري، منهم 27,000 حصلوا على تصاريح إقامة مؤقتة في عام 2023، وهو ما يشكل أكثر من نصف عدد اللاجئين الذين تم منحهم تصاريح إقامة في ذلك العام. ومع ذلك، أظهر استطلاع رأي أُجري في عام 2022 وشمل 3,000 سوري، أن الغالبية العظمى منهم لن يعودوا إلى سوريا حتى لو تحسنت الظروف هناك.
ردود فعل متباينة – تصريحات الوزيرة فابر
صرحت الوزيرة فابر، التي تمثل حزب الحرية اليميني المتطرف (PVV)، أن السياسة الحالية تركز على إعادة السوريين إلى بلادهم عندما تصبح آمنة. وأوضحت أن التركيز الأولي سيكون على الأشخاص الحاصلين على تصاريح إقامة مؤقتة، مؤكدة أن الأسباب التي مُنحوا بموجبها اللجوء لم تعد قائمة إذا كانوا قد فروا بسبب نظام بشار الأسد.
أثار هذا القرار جدلاً واسعاً بين منظمات حقوق الإنسان واللاجئين في هولندا، حيث اعتبرت بعض الجهات أن العرض يمثل ضغطاً على اللاجئين للتخلي عن حقوقهم في الحماية الدولية، خاصة في ظل استمرار الغموض حول الأوضاع الأمنية في سوريا.
كانت السلطات الهولندية قد أوقفت قبول طلبات اللجوء الجديدة منذ ديسمبر الماضي، في إطار توجه جديد للتعامل مع اللاجئين السوريين. وأشارت خدمة إعادة التوطين إلى أنها تلقت استفسارات من سوريين أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى وطنهم، لكنها أكدت على ضرورة توعية المتقدمين بالمخاطر المحتملة، نظراً لأن الوضع الأمني في سوريا لا يزال غير واضح للجميع.