الحكومة الهولندية تسعى لتشديد القوانين لحماية الأطفال المؤثرين على مواقع التواصل

دعت الحكومة الهولندية إلى فرض قوانين أكثر صرامة لحماية ما يُعرف بـ”المؤثرون الصغار” (Kidfluencers)، وهم الأطفال الذين يحققون شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وإنستغرام، ويظهرون بانتظام في محتوى مرئي يدر أرباحا على أسرهم.
وقال وزير الدولة للشؤون الاجتماعية، يورغن نوبل، خلال جلسة للبرلمان، إن القواعد الحالية لم تعد كافية لضمان حماية الأطفال من الاستغلال التجاري، مشيرا إلى صعوبة مراقبة مدى التزام الأسر بلوائح عمل الأطفال.
وأوضح نوبل: “لا ينبغي أن يكون الأطفال وسيلة للربح. نحن بحاجة إلى ما هو أكثر من التوعية. ولهذا، سنعمل على تشديد القوانين ورفع قيمة الغرامات المفروضة على المخالفين”.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد عدد العائلات الهولندية التي تنتج محتوى ترفيهيًا يضم أطفالًا ويجذب ملايين المشاهدات. من أبرز هذه العائلات، قناة “الأخوات الحلوات” (De Zoete Zusjes) وعائلة “Lakap”، وكلاهما يقترب من مليون مشترك على يوتيوب.
وبحسب القوانين الحالية، يُطلب من أولياء الأمور أو الأوصياء التقدم بطلب للحصول على إعفاء خاص من هيئة التفتيش العمالي في حال كانت أنشطة الطفل مدرّة للدخل. إلا أن الوزير أشار إلى أن التمييز بين الهواية والعمل التجاري في هذا السياق لا يزال معقدا ويصعب تطبيقه عمليا.
وفي أبريل الماضي، أثارت حلقة من برنامج “BOOS” على يوتيوب جدلًا واسعا بعد تسليط الضوء على ظاهرة التدوين العائلي، حيث عبّر عدد من خبراء الطفولة عن قلقهم من تعرض الأطفال للاستغلال، واعتبر بعضهم أن إشراك الأطفال في المحتوى دون موافقتهم الواعية قد يرقى إلى شكل من أشكال الإساءة.
وأكد نوبل أن الحكومة تمضي قدما في مراجعة الإطار التشريعي الحالي بهدف ضمان بيئة رقمية أكثر أمانًا للأطفال، وتحقيق توازن بين حرية التعبير والحفاظ على حقوق القاصرين.