هولندا تعتزم ترحيل طالبي اللجوء الأجانب القادمين من أوكرانيا إلى بلدانهم الأصلية
في خضم الأزمة التي تعيشها أوكرانيا جراء الغزو الروسي، يواجه المئات من الأشخاص القادمين من دولة الثالثة الذين فروا من أوكرانيا واستقروا في هولندا تهديدا بالترحيل إلى بلدانهم الأصلية. على الرغم من أن حوالى 100,000 مواطن أوكراني يحظون بالسماح بالبقاء في هولندا دون أي قيود، إلا أن الأشخاص الذين ينتمون للجنسيات الأخرى وكانوا يعيشون في أوكرانيا وفروا مع الأوكرانيين يتعرضون الآن لضغوط للعودة إلى بلدانهم.
قرار صارم من هولندا بترحيل طالبي اللجوء الغير الاوكرانيين الذين فروا من الحرب في أوكرانيا
ومنذ الرابع من سبتمبر 2022، لم يعد لمجموعة تتألف من حوالى 4,500 شخص من دولة الثالثة الحق في العمل في هولندا أو الإقامة في سكن تابع للسلطات المحلية. بدلاً من ذلك، يتم تقديم مبلغ قدره 2000 يورو لهؤلاء الأشخاص للعودة إلى بلدانهم أو يُطلب منهم تقديم طلب رسمي للجوء.
وحتى الآن، قام 70 شخصا بالتسجيل للاستفادة من الحزمة المالية (كانت 5000 يورو في يونيو الماضي) وغادروا البلاد بالفعل. ومع ذلك، يرغب معظمهم في البقاء في هولندا ويعتزمون رفع دعوى قانونية ضد سحب حقوقهم.
وعلقت المحامية مارجون ريسترا-بيترز قائلة: “كان بالإمكان استبعاد هذه المجموعة من البداية، ولكنه لا يمكن أن يحدث الآن. فلا يمكن منح الناس حقوقًا ثم سحبها منهم”.
وصرح وزير الدولة إريك فان دير بورغ بأن العديد من الأشخاص الذين يحملون تأشيرة مؤقتة للعمل أو الدراسة في أوكرانيا يمكنهم العودة إلى بلدانهم الأصلية. وأضاف أن الذين يخشون الاضطهاد يمكنهم دائمًا تقديم طلب لجوء في هولندا.
وبموجب الإجراءات، سيتعين على المتقدمين للجوء أن يتوجهوا إلى مركز “تير أبيل” للإبلاغ عن أنفسهم، وبدء إجراءات اللجوء في هولندا والانتقال إلى سكن اللاجئين.
ويأتي معظم الأشخاص الذين أمرتهم السلطات بمغادرة هولندا حتى تاريخ 19 يناير 2023 من نيجيريا (1,160)، تليهم المغرب (750)، الجزائر (340)، تركمانستان (320) والهند (240).
وفي الوقت نفسه، قد يُسمح لعدد من الأشخاص، خاصةً من اليمن وسوريا، الذين يمتلكون حق إقامة مؤقتة في أوكرانيا، بالبقاء في هولندا وفقًا لتأكيد هيئة الإذاعة الهولندية. وأفادت الإذاعة بأن دائرة الهجرة والجنسية (IND) ستقوم بتقييم حالاتهم بعد انتهاء فترة الحماية المؤقتة.
وأعربت شيماء ساندي من إيران، التي كانت على وشك بدء مسيرة مهنية كطبيبة أسنان في أوكرانيا، عن استيائها قائلة: “لو لم يكن هناك الغزو، لما تركنا أوكرانيا أبدا. كانت تُعتبر وطنا ثانيا لنا، وكان لدينا حياة ومستقبل هناك”.