أخبار هولندا

مجالس بلدية هولندية تدعو الحكومة لمحاسبة إسرائيل على جرائم غزة

تشهد الساحة السياسية المحلية في هولندا تحولا ملحوظا، مع انضمام عدد متزايد من المجالس البلدية إلى دعوة عمدة أمستردام، فَمكه هالسما، للحكومة الهولندية باتخاذ موقف أكثر حزما تجاه إسرائيل، على خلفية الدمار الواسع الذي ألحقته بقطاع غزة وتجويع سكانه الفلسطينيين.

وبحسب برنامج الشؤون الجارية “نيوز أوور”، فقد أعلنت مجالس بلدية في مدن كبرى مثل لاهاي، خرونينغن، تيلبورخ، أبيلدورن، أرنهيم، أمرسفورت، لايدن وأوترخت، دعمها لموقف هالسما، الذي يدعو إلى تحميل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تصعيد العنف والانتهاكات في غزة.

وفي خطوة رمزية ذات دلالة سياسية قوية، أقر مجلس بلدية أوترخت قرارا يُلزم المدينة باستخدام مصطلح “إبادة جماعية” في الخطاب الرسمي عند الإشارة إلى ما يحدث في غزة. وقالت عمدة المدينة، شارون ديكسمَا، إن “الوضع المروع في غزة وانتهاك إسرائيل لوقف إطلاق النار ترك أثرا عميقا على السكان، ولم يعد بإمكاننا تجاهل ذلك حتى وإن لم تكن السياسة الدولية من اختصاص المجالس المحلية.”

من جهته، دعا عمدة أبيلدورن، تون هيرتس، الحكومة الهولندية إلى اتخاذ خطوات ملموسة تتجاوز الإعراب عن القلق، مطالبا بـ”العمل الفعّال نحو التهدئة وتقديم المساعدات الإنسانية”.

في المقابل، رفضت مجالس بلديات هارلميرمير وزفوله دعم موقف هالسما، بينما امتنعت مدن مثل ألميره، دن بوش وآيندهوفن عن الإدلاء بأي تعليق. أما بلدية روتردام، فقد ناقشت المسألة مساء الخميس، عقب بث برنامج “نيوز أوور”.

وفي تصريحاتها الأخيرة، أعلنت هالسما أنها سترسل رسالة رسمية إلى الحكومة تطالب فيها الوزراء باتخاذ إجراءات عملية لوقف العنف. وقالت: “لقد رسمت الحكومة الهولندية خطا أحمر، لكن هذا لا يكفي إذا لم يُترجم إلى أفعال تُلزم الحكومة الإسرائيلية بوقف الانتهاكات وتحقيق السلام.”

تأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تراجع الدعم الشعبي في هولندا للعمليات العسكرية الإسرائيلية. فقد أظهر استطلاع أجرته قناة “أر تي إل” أن نحو ثلثي السكان يعتبرون القصف الأخير على غزة “مفرطا وغير متناسب”، فيما أدان 77% الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية.

إلى جانب ذلك، حذّر مدير المعهد الهولندي لدراسات الحرب (NIOD)، مارتاين إيكهوف، من أن الأفعال الإسرائيلية في غزة، من قصف للمستشفيات والمدارس إلى منع وصول الغذاء والدواء، قد ترقى إلى مستوى “عنف إبادي”. وأضاف في تصريح لهيئة الإذاعة الهولندية “إن أو إس”: “الجوع يُستخدم كسلاح، وإذا تم منع شعب بأكمله من الوصول إلى الغذاء، فذلك يُعد فعلًا قد يندرج تحت الإبادة الجماعية.”

وتتزامن هذه التصريحات مع تقرير حديث صادر عن وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة (IPC)، خلص إلى أن سكان غزة بأكملهم يواجهون خطر المجاعة بدرجات متفاوتة.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات