ماريولين فابر مرشحة اليمين المتطرف لمنصب وزير اللجوء والهجرة في هولندا تثير عاصفة سياسية
علاوة على ذلك، كررت ماريولين فابر دعواتها المناهضة للإسلام في عدة مناسبات وأبرز ما طالبت به هو "حظر القرآن، وإغلاق المساجد، والتخلص من الإسلام"
في خطوة مثيرة للجدل، أعلن ريتشارد فان زفول، كبير مفاوضي الحكومة الهولندية، أن ماريولين فابر، البرلمانية عن حزب الحرية اليميني المتطرف (PVV)، ستظل على قائمة المرشحين المحتملين لمنصب وزير اللجوء والهجرة في الحكومة الجديدة، رغم التساؤلات التي أثيرت حول ملاءمتها لهذا المنصب خاصة مع تصريحاتها المتطرفة المعادية للإسلام والتشكيك بمصداقيتها. جاء هذا الإعلان مساء الجمعة، بعد سلسلة من الأحداث التي زادت من حدة الجدل السياسي في البلاد.
ماريولين فابر اليمينية المتطرفة: هل هي الخيار الصحيح لوزارة اللجوء والهجرة في هولندا؟
كانت فابر الخيار الثاني لخيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية، لهذا المنصب بعد أن فشل مرشحه الأول، جيدي ماركوزوير، المولود في إسرائيل، في اجتياز الفحص الأمني مع تحذيرات بأنه يشكل ”خطر” على سلامة البلاد وفقا لتقارير المخابرات الهولندية. ومع ذلك، لم يكن ترشيح فابر خالياً من الانتقادات. فقد أعربت ديلان يشيلغوز، زعيمة حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD)، صباح الجمعة، عن شكوكها بشأن ترشيح فابر، مشيرة إلى تعليقاتها العامة السابقة ونبرتها وموقفها المتشدد.
“ماريولين فابر”، التي تبلغ من العمر 63 عاما، لديها خلفية سياسية طويلة تمثلت في عضويتها في مجلس الشيوخ منذ عام 2011، وكانت زعيمة كتلة الحزب منذ عام 2014، بالإضافة إلى عضويتها في مجلس المحافظة في غيلدرلاند منذ عام 2011 أيضا.
تُعرف فابر بموقفها الصارم تجاه قضايا اللجوء، ورفضت الاعتراف بخطأها بشأن عرقية المشتبه به في حادثة طعن، زعمت فيها أن المشتبه به الذي هاجم طلاب في خروننجن يمتلك “مظهر شمال أفريقي”. وبالرغم من أن الشرطة أكدت أن المشتبه به هو شخص ”أبيض” يبلغ من العمر 67 عاما من خروننجن، كررت فابر مزاعمها الخاطئة لبرنامج “نيوزأوور”.
والمفاجأة أن الضحية من خلفية مهاجرة، هو الطالب بيرك كايكانات، من تركيا، تم طعنه في عنقه أثناء جلوسه مع صديقه على التراس بسكين على ساحة خروت ماركت.
علاوة على ذلك، كررت ماريولين فابر دعواتها المناهضة للإسلام في عدة مناسبات وأبرز ما طالبت به هو “حظر القرآن، وإغلاق المساجد، والتخلص من الإسلام”. ووصل الأمر بها إلى وصف زملائها في الحكومة الإقليمية بأنهم “مزيفون“.
في عام 2015، تعرضت “فابر” لفضيحة وانتقادات قاسية بسبب استخدام أموال الفريق البرلماني لحزبها لتمويل شركة ابنها من أجل إدارة موقع الويب الخاص بحزب الحرية في خيلدرلاند، مما أثار استياءً واسعا، لكن دون أن يترتب على ذلك عواقب سياسية لها.
أزمة داخل التحالف اليميني الناشئ مؤخراً لقيادة هولندا
أدت تصريحات يشيلغوز حول قلقها من ترشيح ماريولين فابر لتولي وزارة اللاجئين والهجرة إلى إجراء محادثات ”أزمة” بين زعماء الأحزاب الأربعة، برعاية المفاوض الحكومي فان زفول ورئيس الوزراء القادم ديك سخوف، في وقت متأخر من بعد ظهر الجمعة.
في محاولة لتهدئة الوضع، قالت فابر في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنها “تفهم” الجلبة حول بعض تعليقاتها السابقة، وأكدت أنها كوزيرة ستلتزم باتفاقية الائتلاف وتحترم سيادة القانون.
بعد الاجتماع، أوضح فان زفول للصحفيين أن الأحزاب السياسية “دائما” ما تكون لديها تعليقات حول المرشحين الآخرين، مشيراً إلى أن زعماء الأحزاب الأربعة أخذوا الوقت اللازم لمناقشة القضية بشكل دقيق. وأضاف فان زفول أن فابر قد خضعت للفحص بشكل صحيح ولم تكن هناك أي عقبات أمام ترشيحها.
لم يكن موقف المعارضة أقل حدة، حيث تساءل نواب المعارضة عن قبول حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية وحزب العقد الاجتماعي الجديد ”NSC” لترشيح ماركوزوير ورينيت كليفر، التي قدمها حزب الحرية كوزيرة للمساعدات رغم دعوتها إلى إغلاق القسم. كما أن كليفر هي مؤسسة إذاعة يمينية متطرفة تم تغريمها لنشر أخبار كاذبة.
من جهته، قال فرانس تيمرمانس، زعيم تحالف ”اليسار -العمل”، على وسائل التواصل الاجتماعي، إن فيلدرز ارتكب “خطأ تلو الآخر”. وأشار تيمرمانس إلى صمت حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية وحزب العقد الاجتماعي الجديد قائلاً: “هل هم محرجون، أم أن هذه هي ثقافة الحوكمة الجديدة؟”
تعكس هذه القضية تعقيدات المشهد السياسي في هولندا، حيث تتداخل الحسابات السياسية مع قضايا الحوكمة والمواقف المتشددة. يبقى أن نرى كيف ستتطور الأمور في الأيام القادمة وما إذا كانت هذه الأزمة ستؤثر على تشكيل الحكومة الهولندية الجديدة.