أخبار هولندا

عمدة أمستردام تعرب عن أسفها لاستخدام مصطلح بوغروم “المذبحة” في وصف أحداث العنف الأخيرة

أعلنت رئيسة بلدية أمستردام، فيمكه هالسيما، أنها لم تكن لتستخدم مصطلح “البوغروم”، المذبحة، خلال المؤتمر الصحفي الأول حول أعمال العنف التي شهدتها أمستردام ليلة 7-8 نوفمبر، لو كانت تدرك ما سيترتب على ذلك من تداعيات سياسية ودعائية. جاء ذلك خلال مقابلة لها في برنامج شؤون جارية “Nieuwsuur” مساء الأحد، حيث تطرقت إلى الجدل الذي أثير حول تصريحاتها.

عمدة أمستردام تتراجع: وصف الأحداث ببوغروم لم يكن دقيقا

وقالت هالسيما: “كنت أهدف للتعبير عن الحزن والخوف الذي شعر به اليهود في أمستردام، لكنني لاحظت لاحقا كيف تحول مصطلح البوغروم “المذبحة” إلى أداة سياسية ودعائية”. وأوضحت أن الحكومة الإسرائيلية استخدمت المصطلح لوصف الأحداث بأنها بوغروم فلسطيني في شوارع أمستردام، بينما تم استخدامه في الأوساط السياسية الهولندية لتمييز المسلمين والمغاربة في أمستردام. وأضافت: “لم أقصد هذا مطلقا، ولا أريد أن أكون جزءًا من هذا الاستخدام السياسي أو الدعائي”.

ويستخدم مصطلح بوغروم أو المذبحة من أجل الإشارة إلى موجات من الهجمات العنيفة والمنظمة ضد الأقليات العرقية أو الدينية، وغالباً ما تُستخدم للإشارة إلى الاعتداءات على اليهود في أوروبا الشرقية وروسيا خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

أعمال عنف ومشاعر مختلطة

جاء تصريح هالسيما في سياق الحديث عن أعمال العنف التي وقعت بعد مباراة كرة القدم بين نادي أياكس والنادي الإسرائيلي مكابي تل أبيب. في اليوم التالي للأحداث، صرحت هالسيما بأنها “تتفهم تماما أن ذلك يعيد للأذهان ذكريات البوغروم”، في إشارة إلى الهجمات التاريخية ضد اليهود في أوروبا الشرقية. لكنها خلال جلسة طارئة في المجلس البلدي أكدت أنها ما زالت متمسكة بهذا التصريح، موضحة: “لن أتراجع عن ذلك. الحقائق مهمة، لكن هناك أيضًا واجب أخلاقي للتفسير، وهذا ما قمت به”.

انتقادات لضغوط المؤتمر الصحفي

وأعربت هالسيما عن مشاعر مختلطة تجاه المؤتمر الصحفي الأول الذي عقدته بمشاركة رئيس النيابة العامة، رينيه دي بيوكيلاير، وقائد الشرطة، بيتر هولا. وأبدت أسفها لعدم تسليط الضوء بشكل كافٍ على سلوك مشجعي مكابي خلال المؤتمر الصحفي، مشيرة إلى أن المؤتمر عُقد تحت ضغوط دولية ووطنية كبيرة.

دعوة لتجاوز الجدل

في ختام تصريحاتها، أكدت هالسيما أنها تريد التركيز على التهدئة والعدالة بدلًا من الانخراط في سجالات سياسية. وقالت: “من الضروري أن نتحدث عن الوقائع ونتعامل مع جميع الأطراف بإنصاف، بعيدًا عن التسييس الذي يزيد من الانقسام داخل مجتمعنا”.

والجدير بالذكر شهدت أمستردام أحداث عنف يمكن تخليصها بالشكل التالي:

  • استفزاز المشجعين الإسرائيليين: بدأ مشجعو منتخب “مكابي تل أبيب” باستفزاز الجاليتين العربية والمسلمة في أمستردام بشعارات مثل “دعوا الجيش الإسرائيلي ينتصر ويزني بالعرب” “لم يبق مدارس ليعود إليها أطفال غزة”.
  • الاعتداء على الأملاك الخاصة: قام المشجعون الإسرائيليون بإزالة أعلام فلسطين عن جدران بيوت ونوافذ أبناء الجالية العربية والمسلمة.
  • المباراة: رفض مشجو مكابي الوقوف دقيقة صمة احتراما لضحايا الفيضانات في إسبانيا حيث بدؤوا بالصراخ والتصفير. تعرض فريق “مكابي تل أبيب” لهزيمة ساحقة من فريق “أياكس” الهولندي بخمسة أهداف مقابل لا شيء.
  • اندلاع أحداث العنف: بعد المباراة وكردة فعل على قيام مشجعي مكابي بالاعتداء على شرفات المنازل لتمزيق الأعلام الفلسطينية كذلك الاعتداء على سائقي التكسي، قام أبناء الجالية المسلمة، خاصة المغاربة، بملاحقة المشجعين الإسرائيليين في الشوارع والأزقة، والاعتداء عليهم، وفق مقاطع مصوّرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • ردود الفعل الإسرائيلية: وصفت المسؤولون الإسرائيليون والحملة الدعائية الصهيونية الحادثة بأنها “جريمة ضد السامية” و”بوغروم”.
  • الإصابات: أصيب نحو 15 مشجعاً إسرائيلياً، وفقاً لوسائل الإعلام، بجروح متفاوتة ونقل خمسة منهم إلى المستشفيات. زعمت حكومة الاحتلال الإسرائيلي أنها فقدت الاتصال بثلاثة مشجعين في البداية قبل أن تُعلن العثور عليهم لاحقاً.
  • اعتقالات: أعلنت السلطات الهولندية اعتقال 62 شخصاً بتهمة التورط في أحداث العنف. ولاحقاً نشرت صور لشباب تطالبهم بتسليم أنفسهم وأنها مازالت تحقق في الحادثة

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات