إقبال كبير من الشباب على الإسلام في هولندا
شهدت المساجد في هولندا زيادة كبيرة في عدد الشباب الذين يعتنقون الإسلام، وفقا لتقرير من هيئة الإذاعة الهولندية “NOS Stories”.
وقالت هيئة الإذاعة الهولندية أن متوسط عدد الأشخاص الذين يعتنقون الإسلام في كل مسجد تراوح سابقا بين شخص إلى اثنين شهريا، ولكن الآن يحدث هذا الأمر أسبوعيا، وبشكل أكثر تواترا في المدن الكبيرة.
وتشير الجمعيات الإسلامية إلى أن هناك اهتماما متزايدا بالإسلام بين الشباب، حيث يجدون في الدين السكينة والمحبة والتنظيم والفضول للتفكير في الذات.
في هذا السياق، تشهد المساجد زيادة في عدد الاستفسارات من الشباب الباحثين عن إجابات حول الإسلام. وفيما يتعلق بهذا، يلاحظ كنان أصلان، من الجمعية الإسلامية “ميلي جوروش”، زيادة في الاهتمام أيضا بفروع المساجد المخصصة للمعتنقين مثل “إسلام كولور”، حيث يتلقون المزيد من الاستفسارات باللغة الهولندية وطلبات التسجيل في المحاضرات.
هناك أيضا تقارير تشير إلى أن بعض الشخصيات المشهورة والمؤثرة في هولندا قد أظهروا اهتماما بالإسلام أواعتنقوه بالفعل. مثلا، اعتنقت مؤخرا المذيعة في FunX فونيك بونيك (Vonneke Bonneke) الإسلام. وسبقتها الواقعية جورني هندريكس (Jørney Hendrix)، ولاعب كرة القدم دافي فان دين بيرغ (Davy van den Berg)، وفنان الموسيقى بلاكا (muziekartiest Blacka).
اعتناق الإسلام
اعتناق الإسلام غالباً ما يكون نتيجة التفاعل مع الأصدقاء أو الزملاء الذين يشاركون المعتنقين الجدد تجاربهم ويتبادلون الأفكار. وتقول لارا (21 عاماً)، واحدة من المعتنقين الجدد: “أصبحت مسلمة من خلال أصدقائي الذين تحدثنا عن معنى الحياة وأهدافنا، وهذا شيء لم أفكر فيه من قبل.”
ومع ذلك، كان القرآن هو العامل الرئيسي الذي دفع لارا لاعتناق الإسلام. تقول لارا: “هذا الكتاب نُزل قبل 1400 عاما، في زمن كانت فيه وسائل الاتصال قليلة، ولم يتغير نصه أبدا. يحمل في طياته مجموعة من المعجزات التي تم توثيقها اليوم بواسطة العلم الحديث.”
وتؤكد لارا أنها تلقت استقبالا دافئا عند زيارتها لأحد المساجد في روتردام، حيث تقول: “لقد تم استقبالي بحرارة كبيرة في المسجد الذي ذهبت إليه. جعلني ذلك أشعر بشعور جيد للغاية وما زلت أزوره اليوم.”
بالنسبة لبلاكا، كانت هناك تجربة مختلفة تماما. تورط في عدة مشاكل قانونية وسجن بسبب حيازته للأسلحة. يقول الآن: “تلك الفترة كانت لها تأثير كبير على حياتي، ولكن بشكل إيجابي خاص. كان لدي الكثير من الوقت لنفسي وكنت أرغب في بداية جديدة وترك الماضي ورائي. وجاء ذلك في وقت تزامن مع محادثاتي مع زملائي السجناء حول الإسلام، مما دفعني لاستكشاف المزيد.”
أردت أن أبدأ فصلا جديدا وأترك الماضي خلفي.
الموسيقي بلاكا
بالنسبة لـ لارا وبلاكا، كان اعتناقهما للإسلام أفضل الخيارات في حياتهما، حسب قولهما. يقول بلاكا: “ما أشعر به في الإسلام، أريد أن أشعر به دائما”. ولارا تقول بثقة: “لم أستطع اتخاذ خيارٍ أفضل من اعتناقي الإسلام، ولن أستطيع أبدا اتخاذ خيارٍ أفضل.”
زيادة عدد المسلمين في هولندا
قالت عالمة الأنثروبولوجيا فانيسا فرون-نايم إن زيادة عدد المسلمين في هولندا قد أتاحت للشباب فرصا أكبر لاكتساب معرفة أفضل حول الإسلام. وأوضحت أن وجود أصدقاء مسلمين أو زملاء في الفصل يمكن أن يساهم في زيادة الفهم حيال هذا الدين من خلال طرح الأسئلة والبحث عن التفاصيل.
وتشير إلى أن النقاشات السلبية حول الإسلام في السياسة والمجتمع ليست عائقا لزيادة الاهتمام بالدين، بل يمكن أن تحفز التقييمات العامة والمناقشات حول الإسلام بصفة عامة. وهذا يعزز فضول الأفراد الباحثين عن تفهم أعمق لهذا الدين.
ويبدو أن المساجد في هولندا تلعب دورا إيجابيا في استقبال الشباب الذين يظهرون اهتماما بالإسلام. يقول عالم المتخصصة في الإسلام إيفون مونين: “المجتمعات الإسلامية عادة ما ترحب بالأشخاص الذين يظهرون اهتماما بالإسلام، وهذا يجعل الخطوة نحو الدين أسهل بكثير بالنسبة لغير المسلمين.”
وفقاً لهيئة الإحصاء الرسمية في هولندا “CBS”، يصف نسبة 5.6٪ من سكان البلاد أنفسهم بأنهم مسلمون. وعلى الرغم من عدم وجود أرقام رسمية تخص عدد معتنقي الإسلام الجدد، تواصلت هيئة الإذاعة الهولندية (NOS) مع العديد من هيئات المساجد والمؤسسات ذات الصلة، بالإضافة إلى الأئمة، لجمع معلومات حول هذا الموضوع.
وفي هذا السياق، تشير الجمعية الإسلامية “ميلي جوروش”، التي تضم حوالي أربعين مسجدا وعشرة مراكز تعليمية، إلى زيادة في اهتمام الناس بالإسلام. ونفس الأمر ينطبق على المؤسسة الدولية للبعثة الإسلامية، التي تمثل أكثر من عشرين مسجدا، بالإضافة إلى مؤسسة المعتنقين التي تعمل مع عدد كبير من دور العبادة في البلاد.