الهولنديون يؤيدون تشديد قواعد اللجوء ويشككون في إمكانية تطبيقها

أعرب أكثر من نصف الناخبين الهولنديين عن دعمهم لخطط الحكومة الجديدة الهادفة إلى تشديد القواعد المتعلقة بطالبي اللجوء، لكن غالبية منهم لا يعتقدون أن هذه القواعد ستطبق بنجاح على أرض الواقع. وتأتي هذه الخطط الحكومية في ظل تزايد النقاشات حول تدفق اللاجئين والجهود المبذولة للحد من أعدادهم.
بحسب نتائج استطلاع للرأي أجرته شبكة ”أر تي إل” الإخبارية، أبدى الناخبون دعمهم لعدة تدابير مقترحة؛ منها تقليص مدة تصاريح الإقامة إلى ثلاث سنوات، والإسراع في ترحيل اللاجئين المدانين بجرائم، بالإضافة إلى إعلان بعض المناطق في سوريا “مناطق آمنة” تمهيدا لإعادة طالبي اللجوء السوريين إليها.
وتفاوتت آراء الناخبين بحسب انتماءاتهم الحزبية، حيث وجد أن الدعم لهذه السياسات كان أقوى بين مؤيدي حزب الحرية اليميني المتطرف بزعامة خيرت فيلدرز ”pvv”، وحزب حركة المواطن الفلاح ”BBB” المناصر لقضايا المزارعين، فيما كان مناصرو الحزب الليبرالي ”VVD” وحزب العقد الإجتماعي الجديد ”NSC” أكثر ترددا في تأييد إمكانية تنفيذ هذه الخطط على أرض الواقع.
في تعليقه على نتائج الاستطلاع، أشار خبير استطلاعات الرأي في شبكة ”أر تي إل” الإخبارية، خيس راديماكر، إلى أن “الناخبين من أنصار حزبي ”BBB” و”PVV” لا يرغبون في مواجهة العقبات المحتملة أمام هذه الخطط، بل يرون أن بإمكانهم تغيير النظام لتجاوزها”.
تأييد شعبي لتسريع ترحيل اللاجئين المدانين
وأظهرت نتائج الاستطلاع، الذي شمل 15,000 ناخب، أن الإجراء الأكثر دعما هو ترحيل اللاجئين المدانين بجرائم، حيث أيده 89% من المشاركين، رغم أن 52% فقط يرون هذا الإجراء قابلاً للتطبيق عمليا. كما أيد حوالي ثلثي المشاركين إعادة طالبي اللجوء السوريين إلى بلادهم، لكن 36% فقط اعتبروا أن تنفيذ هذا الإجراء ممكن على أرض الواقع، خصوصا أن رئيس الوزراء ديك شوف صرّح بأن السوريين لن تتم إعادتهم إلا إلى المناطق التي يحددها المسؤولون الحكوميون على أنها “آمنة”.
أعرب 69% من المشاركين في الاستطلاع عن دعمهم لإعادة فرض فحوصات مؤقتة على الحدود، كإجراء احترازي للحد من تدفق طالبي اللجوء، بينما رأى 62% من المشاركين أن هذه الفحوصات قابلة للتنفيذ. وتهدف الحكومة إلى بدء تنفيذ هذه الفحوصات اعتبارًا من نوفمبر القادم، ضمن خطوات إضافية لتعزيز سيطرتها على الحدود.
تراجع ثقة أنصار حزب الحرية اليميني المتطرف بفيـلدرز
ورغم الدعم الكبير لسياسات اللجوء الصارمة، أظهر الاستطلاع تراجع ثقة الناخبين في حزب الحرية ”PVV” بزعيمهم خيرت فيلدرز، وذلك منذ أن وافق فيلدرز على التخلي عن خططه لاستخدام صلاحيات الطوارئ في تمرير إجراءات سريعة للتعامل مع ما يُطلق عليه “أزمة اللجوء”. وقد انخفضت الثقة به بين مناصري الحزب من 95% في سبتمبر إلى 90%.
وعلق أحد المشاركين في الاستطلاع قائلاً: “كنت دائما أقدّر خيرت فيلدرز، لكنني أرى أن التخلي عن تلك الخطط خطوة ضعيفة”. وقال آخر: “يعد بكل شيء، لكنه لا يحقق شيئًا. أندم على التصويت له”.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الهولندية تواجه تحديات معقدة لتحقيق التوازن بين تلبية احتياجات اللاجئين ومتطلبات الأمن الوطني، مما يجعل مستقبل هذه السياسات وموقف الناخبين منها محل ترقب واسع.