دور العائلة الملكية الهولندية في العبودية والاستغلال: اكتشافات صادمة
كشف بحث جديد أجرته وزارة الداخلية أن العائلة الملكية الهولندية لعبت دورا هاما في نظام العبودية واستغلال العمالة القسرية خلال “العصر الذهبي” للبلاد. ووفقا للبحث الجديد، حصلت العائلة على حوالي 500 مليون يورو من عمليات العبودية والاستغلال.
شارك نحو 30 باحثا ومؤرخا في كتاب بعنوان “Staat en slavernij” (الدولة والعبودية)، والذي تم إنجازه بناءً على قرار برلماني في عام 2021. وتحليل الباحث رايموند شوتس كان من بين المساهمات الرئيسية في هذا الكتاب. حيث قام بتحليل الأرباح التي حققها الأمراء الهولنديون فيليم الثالث والرابع والخامس خلال الفترة من 1675 إلى 1770 من دورهم في الشركتين التجاريتين “Vereenigde Oostindische Compagnie” (VOC) و”West-Indische Compagnie” (WIC) وفي جمهورية هولندا.
العائلة الملكية الهولندية كسبت أكثر من 500 مليون يورو من العبودية والاستغلال القسري في “العصر الذهبي”
كشف التحقيق عن ندرة الأبحاث حول دخل العائلة الملكية الهولندية من العبودية بسبب السرية وفقدان الوثائق الإدارية. ومع ذلك، فقد تم ترتيب أن يتم منح العائلة 1/33 من أرباح شركة VOC بدون أي استثمار. وبذلك حصل فيليم الثالث على 25,000 جلدر في عام 1700، ما يعادل حوالي 4.5 مليون يورو في الوقت الحاضر. ويقدر شوتس أن الأمراء الثلاثة حصلوا على أكثر من مليوني خلدر كأرباح من شركة VOC، أو ما يقدر بحوالي 360 مليون يورو بحسب القيم الحالية.
وبالإضافة إلى ذلك، حققت العائلة أرباحا من مصادر أخرى، مثل التجارة في المخدرات. حيث حصلوا على 46 مليون يورو من التجارة في الأفيون عبر جمعية التجارة “Amphioensociëteit”. وكانت العائلة أيضا مستحقة لنسبة من الغنائم عندما تم قرصنة سفن شركتي VOC و WIC للسفن الأخرى.
وقال شوتس لصحيفة ألخمين داخبلاد: “بناءً على هذه الوقائع، يمكننا أن نؤكد أن الأورانج حققوا 3.04 مليون جلدر من الأرباح الاستعمارية. وبحسب القيم الحالية، يبلغ قيمتها 545 مليون يورو”.
وتعود أيضا أرباح كبيرة للعائلة الملكية من دورهم العسكري والسياسي، والذي قدره شوتس بمبلغ إضافي قدره 502 مليون يورو. وقال المؤرخ: “من المهم أن نأخذ هذا المبلغ في الاعتبار بسبب دور الأمير الحاكم في اتخاذ قرارات تتعلق بالسياسة الدولية والحرب”.
اعتذار الملك
وصرحت وزيرة الشؤون الداخلية هانكه بروينس سلوت للنواب أن هذا البحث يرسم صورة “مغايرة ومؤلمة للغاية”. وأكدت أن الحكومة تعتزم إجراء مزيد من الأبحاث والتشاور مع جماعات الحملة والأكاديميين حول شكل هذه الأبحاث.
في نهاية العام الماضي، أمر الملك فيليم-ألكساندر بإجراء مراجعة شاملة لدور أسلافه والبيت الملكي في الاستعمار. في نوفمبر الماضي، تم الإعلان أن مجموعة الآثار التي تملكها العائلة الملكية والتي تعود لعهد العبودية ستخضع لفحص لتأكد من عدم سرقتها أو انتزاعها بالقوة.
ومن المقرر أن يحضر الملك فيليم والملكة ماكسيما الاحتفالات السنوية لاحتفالات “كيتي كوتي” في 1 يوليو. ومن المتوقع بشكل كبير أن يقدم اعتذارا رسميا عن ذلك. ويصادف عام 2023، مرور 150 عاما على إلغاء العبودية نهائيا في هولندا.