استطلاعات الرأي تكشف عن معركة سياسية محمومة في الانتخابات التشريعية الهولندية 2023
من المتوقع أن تشهد الانتخابات التشريعية العامة في هولندا، المقررة في نوفمبر 2023، منافسة حادة بين ثلاثة أحزاب رئيسية وفقا لاستطلاع رأي أُجرِيَ من قبل وكالة الأبحاث “I&O“. وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة ستكون محتدمة بين حزبي تحالف اليسار حزب العمل وحزب الخضر (PvdA/GroenLinks) وحزب الشعب الديمقراطي (VVD)، وحزب حركة المواطن الفلاح (BBB).
استطلاعات الرأي ترجح فوز تحالف اليسار الانتخابات التشريعية الهولندية 2023 وتأثير أومتزيخت الكبير
استنادا إلى الاستطلاع الذي شمل حوالي 3000 شخص، من المتوقع أن يحقق تحالف الحزب العمل وحزب الخضر نجاحا في البرلمان بحصولهما على 28 مقعدا في البرلمان البالغ عدده 150 مقعدا، وهو ما يمثل زيادة 11 مقعدا عن نتائجهما الحالية كأحزاب منفصلة. وقد ارتفعت شعبية هذا التحالف بمقدار خمسة مقاعد مقارنة بنتائج استطلاع الرأي السابقة.
من المتوقع أن يحصل حزب الشعب الديمقراطي (VVD) على 25 مقعدا في الانتخابات. في المقابل، من المتوقع أن يحصل حزب حركة المواطن الفلاح على 21 مقعدا. ولكن يجب الانتباه إلى أن النائب المستقل بيتر أومتزيخت قد يؤثر بشكل كبير على المشهد السياسي إذا قرر تأسيس حزبه الخاص، حيث يمكنه الحصول على 46 مقعدا، وهذا يعني أنه سيحصل على أكثر من 30% من الأصوات. وعلى هذا الأساس، قد يتأثر دعم حزب حركة المواطن الفلاح وقد يؤدي ذلك إلى سحب أصوات من جميع الأطياف السياسية، باستثناء حزب الخضر والحزب البروتستانتي الأصولي (SGP).
لم يعلن بيتر أومتزيخت بعد ما إذا كان سيقوم بتأسيس حزبه الخاص، لكنه أعلن أنه لن يعود إلى حزب الديمقراطيين المسيحيين (CDA) الذي تركه بعد الانتخابات الأخيرة في عام 2021.
الهجرة واللجوء المحور الرئيسي في الحملة الانتخابية القادمة
وستكون قضايا الهجرة واللجوء هي المحور الرئيسي في الحملة الانتخابية القادمة، حيث تشير التوجهات الانتخابية إلى أن وزيرة العدل، ديلان يشيلغوز، ستحظى بدعم الناخبين من حزب الشعب الديمقراطي ، وذلك لدوره القيادي في هذا الحزب. كما يتوقع أن تجذب دعما من أنصار حزب حركة المواطن الفلاح والحزب اليميني المتطرف JA21.
صرّح الباحث بيتر كان، من وكالة “I&O”، لصحيفة فولكس كرانت: “تعتبر قضية الهجرة واللجوء الأهم بعد انهيار الحكومة. وأشار الباحث: “إلى أن يشيلغوز وحزب الشعب الديمقراطي (VVD) يستفيدان من هذا الوضع، بينما يجب على حزب الفلاحين أن يركز اهتمامه على الزراعة ومسألة النيتروجين. ومع ذلك، يبدو أن هذه القضية قد انحسرت الآن”.
أظهرت نتائج الاستطلاع الأخيرة أن الهجرة واللجوء هما الموضوعان الأكثر أهمية بنسبة 36٪ للناخبين . وهذا يشكل ارتفاعا كبيرا مقارنة بالعام الماضي حيث كانت هذه النسبة 15٪ فقط. ويعود هذا التحول إلى زيادة الاهتمام بقضايا الهجرة واللجوء وتصدرها أجندة الانتخابات.
كشف استطلاع الرأي عن أن الناخبين المنتمين لأحزاب اليمين (حزب الحرية PVV وحزب الإجابة الصحيحة JA21 وحزب المنتدى الديمقراطي FvD وحزب الشعب الديمقراطي VVD) يعتبرون الهجرة واللجوء من بين أهم القضايا التي تستحق التركيز عليها. وتتفق هذه الأحزاب على موقف مشترك بشأن تقييد لم شمل الأسر للاجئين.
من ناحية أخرى، شهد حزب المواطن الفلاح “BBB” تراجعا في الدعم بسبب انخفاض أهمية القضايا المتعلقة بالزراعة والطبيعة والنيتروجين. يعتمد بالبرنامج الانتخابي للحزب بشكل كبير على هذه القضايا، ولكن عندما تأخذ الهجرة واللجوء الأولوية في المناقشات السياسية، يتأثر الحزب سلبا في مستوى الدعم. وعبر بعض الناخبين السابقين لحزب الفلاحين عن عدم رضاهم بسبب قلة الحزم والوضوح في موقف الحزب تجاه قضايا الهجرة والترحيل.
من المتوقع أن تشهد المعركة الانتخابية منافسة شديدة بين هذه الأحزاب، إذ تسعى كل منها جاهدة لاجتذاب أكبر عدد من الناخبين بهدف الفوز بأصواتهم وتشكيل الحكومة القادمة. ستكون النتائج محور اهتمام المواطنين والمراقبين السياسيين على حد سواء، حيث تلعب الانتخابات العامة دورا حاسما في تحديد السياسة والمستقبل السياسي للبلاد.
