اقتصادالعالم

هولندا تدعو لضبط النفس في الرد على الرسوم الأمريكية قبيل اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي

دعت الحكومة الهولندية، يوم الجمعة، إلى اتخاذ موقف متزن من قبل الاتحاد الأوروبي في مواجهة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات، محذرة من الانزلاق في دوامة تصعيد تجاري قد يضر بمصالح القارة.

وأكد رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي عقب اجتماع مجلس الوزراء، أن بلاده ستطالب المفوضية الأوروبية برد “متزن ومدروس” على هذه الإجراءات. وأضاف: “هناك توافق واسع بين الدول الأعضاء على ضرورة تفادي الدخول في سلسلة من الإجراءات وردود الأفعال المتبادلة، لكننا في الوقت نفسه مستعدون لاتخاذ خطوات لحماية مصالحنا الاقتصادية”.

ويأتي هذا التصعيد في وقت يستعد فيه وزراء الاتحاد الأوروبي للاجتماع يوم الاثنين المقبل في بروكسل لبحث تداعيات القرار الأمريكي ووضع استراتيجية موحدة للرد.

مخاوف من الإغراق الصيني وتأثيرات على النمو

من بين المخاوف الرئيسية التي طرحتها هولندا أن تؤدي الرسوم الأمريكية إلى إغراق السوق الأوروبية بالمنتجات الصينية منخفضة التكلفة، وهو ما قد يكون مغريا للمستهلكين على المدى القصير، لكنه قد يضر بالشركات الأوروبية على المدى الطويل.

وقال وزير المالية الهولندي إيلكو هاينن، في تصريح لهيئة الإذاعة الهولندية (NOS)، إنه لا يستبعد اندلاع حرب تجارية عالمية، محذرا من احتمال دخول أوروبا في حالة ركود اقتصادي. وأضاف: “سيكون لذلك تأثير مباشر على هولندا ويؤثر على وتيرة النمو الاقتصادي لدينا”.

وفي السياق ذاته، أشار وزير الشؤون الاقتصادية ديرك بليارتس إلى أن الرسوم الأمريكية قد تؤدي إلى تراجع معدل النمو المتوقع للاقتصاد الهولندي هذا العام بنسبة تتراوح بين 0.1 و0.2 نقطة مئوية من التقدير السابق البالغ 1.7%. وقال: “قد لا يلاحظ المستهلك العادي الأثر على الفور، لكن لا ينبغي لنا التقليل من شأنه”، مؤكدا أن الحكومة تدرس حاليا سيناريوهات متعددة لتحديد أكثر القطاعات عرضة للتأثر.

الولايات المتحدة: الشريك التجاري الأهم خارج الاتحاد الأوروبي

تُعد الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري لهولندا خارج إطار الاتحاد الأوروبي. ووفقا لبيانات مكتب الإحصاء الهولندي (CBS)، صدّرت هولندا بضائع بقيمة 28.2 مليار يورو إلى السوق الأمريكية خلال الربع الأول من العام الجاري، في حين بلغت قيمة الواردات الأمريكية إلى هولندا 44.4 مليار يورو، ما أسفر عن عجز تجاري قدره 16.3 مليار يورو.

ويُعد هذا العجز ضعف ما سُجِّل في الفترة نفسها من العام الماضي، ويُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة واردات النفط الخام والغاز الطبيعي من الولايات المتحدة، وهي واردات ازدادت أهميتها منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.

وقال مكتب الإحصاء إن هولندا تواجه عجزا تجاريا هيكليا مع الولايات المتحدة منذ سنوات، مشيرا إلى التحول المتزايد نحو استيراد الطاقة من أمريكا بديلا عن روسيا.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات