نمو الاقتصاد الهولندي يتجاوز التوقعات متفوقا على منطقة اليورو والولايات المتحدة
شهد الاقتصاد الهولندي نموا ملحوظا في الربع الثالث من العام الحالي، حيث بلغ معدل النمو الاقتصادي 0.8% مقارنة بالربع الثاني، وفقا لتقرير صدر عن وكالة الإحصاء الوطنية الهولندية (CBS) يوم الخميس. ويعكس هذا الأداء القوي تطورا ملحوظا مقارنة بتوقعات المحللين، حيث كان الاستطلاع الذي أجرته بلومبرغ قد أشار إلى احتمال أن يصل النمو إلى 0.2% فقط.
تفوق على منطقة اليورو وأمريكا
حققت هولندا أداءً اقتصاديا أفضل من منطقة اليورو ككل، حيث جاءت نسبة النمو فيها متفوقة على معظم الاقتصادات الأوروبية الكبرى. ففي فرنسا، بلغ النمو الاقتصادي في الربع الثالث 0.4%، بينما وصلت النسبة في كل من بلجيكا وألمانيا إلى حوالي 0.2% فقط. أما الولايات المتحدة، التي شهدت نموًا نسبته 0.7%، فقد جاءت خلف هولندا بشكل طفيف، حسب ما أكده كبير الاقتصاديين في وكالة الإحصاء الوطنية الهولندية (CBS) بيتر هاين فان موليين.
ارتفاع الإنفاق الحكومي والمستهلك
أرجع الخبراء في وكالة الإحصاء الوطنية هذا النمو إلى زيادة الإنفاق الحكومي والمستهلكين، حيث ارتفع الإنفاق الحكومي بنسبة 0.8%، وتركزت النفقات في قطاعات الصحة والنقل العام. كما ارتفع إنفاق المستهلكين بنسبة 0.8% مقارنة بالعام الماضي، إذ زادت مشتريات الأفراد في مجالات الملابس، والسلع المنزلية، والطاقة. ويعكس هذا الارتفاع زيادة في حجم المشتريات الفعلي، وليس نتيجة لزيادة الأسعار.
وفي شهر سبتمبر وحده، سجل إنفاق المستهلكين ارتفاعا أكبر بنسبة 2.6%. ويعتبر هذا مؤشراً على تعافي النشاط الاقتصادي الداخلي في هولندا، حيث بات المستهلكون ينفقون أكثر على السلع الأساسية والكمالية.
نمو الاستثمارات وزيادة في مبيعات السيارات والآلات
شهدت الاستثمارات أيضا تحسنا ملحوظا، حيث ارتفعت بنسبة 0.7% في الربع الثالث، مدفوعة بزيادة الإنفاق على قطاعات البناء وشراء السيارات والآلات. وقد أسهم هذا النشاط في تعزيز الحركة الاقتصادية ودفع عجلة النمو، مما يبرز أهمية القطاعات الاستثمارية والبنية التحتية في دعم الاقتصاد الهولندي.
نظرة مستقبلية
بفضل هذا الأداء القوي في الربع الثالث، وصل معدل النمو الاقتصادي على أساس سنوي إلى 1.7%. ومع أن هذه الأرقام تشير إلى توجه إيجابي للاقتصاد الهولندي، إلا أن هناك ترقبا للأرقام الكاملة للعام الحالي، التي ستصدر في فبراير من العام المقبل.