أخبار هولندا

شلل في حركة القطارات بهولندا بسبب إضراب شامل للنقابات: توقعات بازدحام مروري خانق

تشهد هولندا، اليوم الثلاثاء، توقفا تاما لحركة قطارات شركة السكك الحديدية الوطنية “إن إس“، باستثناء بعض قطارات الـ”Sprinter” بين أمستردام ومطار سخيبول. ويأتي هذا التوقف نتيجة إضراب واسع دعت إليه النقابات العمالية، ما تسبب في شلل شبه كامل في شبكة النقل الوطني، وتوقعات بزيادة الازدحام على الطرق ووسائل النقل الإقليمية.

توسع الإضراب وتعطيل الخدمة

كانت شركة “إن إس” قد أعلنت في وقت سابق عن تعليق خدماتها في مناطق جنوب هولندا، زيلاند، وأجزاء من غرب برابانت. إلا أن نطاق الإضراب اتسع يوم الأحد ليشمل منطقة الشمال الغربي أيضًا، مما دفع الشركة إلى وقف جميع قطاراتها في البلاد، مؤكدة عدم قدرتها على تقديم “جدول زمني موثوق به” في ظل هذه الظروف.

تحذيرات من ازدحام مروري

في ظل هذا التعطيل، أطلقت هيئة الطرق الهولندية “Rijkswaterstaat” تحذيرات للمستخدمين لتجنب فترات الذروة الصباحية والمسائية، متوقعة ازدحامًا أكبر من المعتاد. وقد سجلت شوارع البلاد في الساعة الثامنة صباحًا نحو 600 كيلومتر من الازدحام، مقارنة بالمتوسط اليومي البالغ 400 كيلومتر، بحسب بيانات منظمة “ANWB” لمعلومات المرور.

وأوضح المتحدث باسم “ANWB” أن “الازدحامات الحالية ليست غير مألوفة، لكنها تفاقمت بفعل ارتفاع عدد المركبات على الطرق”، مشيرا إلى أن يومي الثلاثاء والخميس هما أصلا الأكثر ازدحاما في الأسبوع.

القطارات الإقليمية تعمل جزئيًا

رغم توقف خدمات شركة “إن إس”، لا تزال القطارات الإقليمية التي تشغّلها شركات مثل Arriva وQbuzz وKeolis تعمل كالمعتاد. وأكدت شركة “Keolis” أنها لا تشارك في الإضراب، لكنها حذّرت من احتمالية ازدحام قطاراتها بسبب تحول العديد من الركاب إليها. وتشغل “Keolis” خطوطا تشمل: أميرسفورت – إيده فاخينينغن، تسفوله – إنشيده، وتسفوله – كامبن.

كما دعت شركات النقل الإقليمي الأخرى الركاب إلى توقع ضغط إضافي على خدماتها.

خلفيات الإضراب: أزمة تفاوضية

يرجع سبب الإضراب إلى تعثر مفاوضات الاتفاقية الجماعية بين شركة “إن إس” والنقابات. إذ ترى النقابات أن الزيادة المقترحة في الأجور – والتي تبلغ 2.55% – غير كافية ولا تغطي معدل التضخم، وتطالب بزيادة لا تقل عن 6%. كما تطالب بتحسين ظروف العمل، لا سيما توفير إمكانية التقاعد المبكر للموظفين الذين يعملون في وظائف مرهقة بدنيًا.

وصرّح هاري فان دير لان، ممثل نقابة “VVMC” للسكك الحديدية: “العرض الحالي أقل من معدل التضخم، وهذا غير مقبول بالنسبة لنا”.

ركود في المحطات وغياب للركاب

في محطة روتردام المركزية، لاحظت المراسلة نورتخي دويتكوم خلو المحطة من الركاب بشكل شبه تام، ما يعكس وعيا واسعا لدى المواطنين بالإضراب. وأشارت إلى وجود عدد قليل من الموظفين والمتسوقين، بينما بقيت سيارات الأجرة دون عمل رغم تواجدها الكثيف استعدادًا لليوم.

وأضافت: “يبدو أن الكثير من الناس كانوا مستعدين لهذا الإضراب، واختاروا العمل من المنزل، رغم أن الثلاثاء يُعد أكثر أيام الأسبوع ازدحامًا عادة”.

التصعيد مستمر: المزيد من الإضرابات في الأفق

الإضراب الحالي يأتي بعد تحرك مشابه يوم الجمعة الماضي، والذي لم يُسفر عن أي تقدم في المفاوضات. ورغم أن شركة “إن إس” تأمل في استئناف جدولها الاعتيادي غدًا الأربعاء، فإن النقابات لوّحت بإضرابات إضافية يومي الخميس والإثنين القادمين، دون كشف التفاصيل لتجنب إعطاء الشركة فرصة للاستعداد المسبق.

وتؤكد النقابات أن الإضراب الوطني لم يكن خيارا سهلاً، لكنه أصبح الوسيلة الوحيدة المتاحة في ظل تعثر المفاوضات، والتي جرت خلال تسع جولات دون نتائج ملموسة. وتشير المؤشرات إلى أن التصعيد مرشح للاستمرار، ما يهدد باضطرابات أكبر في الأيام المقبلة.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات