السيارات الكهربائية: هل ما زالت خياراً اقتصادياً؟
لم تعد السيارات الكهربائية أرخص في التشغيل مقارنة بالسيارات التي تعمل بالبنزين أو الديزل، بعد أن قلّصت الحكومة الدعم والإعفاءات الضريبية التي كانت تهدف إلى تشجيع السائقين على التحول نحو السيارات الكهربائية.
التكاليف التشغيلية أعلى من المتوقع
وفقاً لأحدث تقييم صادر عن منظمة السيارات الهولندية (ANWB)، يكلف تشغيل السيارات الكهربائية حوالي 76 سنتا لكل كيلومتر. تشمل هذه التكلفة الوقود، الصيانة، استهلاك الإطارات، وانخفاض قيمة السيارة. في المقابل، تكلف السيارات التي تعمل بالبنزين حوالي 9 سنتات أقل لكل كيلومتر، مما يجعلها أكثر جاذبية من حيث التكلفة التشغيلية.
تكلفة الشراء وارتفاع الأعباء الضريبية
رغم أن السيارات الكهربائية تُعرف بارتفاع تكلفتها الأولية، حيث يبلغ متوسط سعر السيارة الجديدة حوالي 46,000 يورو، إلا أن الدعم الحكومي والإعفاءات الضريبية لعبت دوراً رئيسياً في تعزيز مبيعاتها خلال السنوات الماضية. لكن الحكومة الجديدة خففت من هذه الحوافز تدريجياً.
في السابق، كانت السيارات الكهربائية معفاة تماماً من ضريبة المركبات، إلا أن هذا الوضع بدأ يتغير. في عام 2025، ستُفرض ضريبة بنسبة 25% من المعدل الكامل، وسترتفع إلى 75% في عام 2026، وصولاً إلى المعدل الكامل بحلول عام 2030. جدير بالذكر أن ضريبة المركبات تعتمد على وزن السيارة، مما يعني أن السيارات الكهربائية، التي يزيد وزنها بحوالي 400 كيلوجرام بسبب البطاريات، ستتحمل عبئاً ضريبياً أكبر مقارنة بنظيراتها التقليدية.
إلغاء الدعم المالي للمستهلكين
أنهت الحكومة هذا العام الدعم الذي كان يقدم 3,000 يورو لشراء السيارات الكهربائية الجديدة و2,000 يورو للمستعملة. وقد تم بالفعل استنفاد الميزانية المخصصة للدعم لعام 2024، مما يشير إلى تغير في سياسة الحكومة تجاه تشجيع التحول إلى السيارات الكهربائية.
انخفاض قيمة السيارات الكهربائية المستعملة
من جانب آخر، تفقد السيارات الكهربائية قيمتها بشكل أسرع مقارنة بالسيارات التقليدية. ويرجع ذلك إلى التطورات السريعة في تكنولوجيا البطاريات، مثل البطاريات الأطول عمراً والأسرع شحناً، مما يجعل الطرازات المستعملة أقل جاذبية للمستهلكين.
تباطؤ المبيعات
أثرت هذه التغيرات بشكل مباشر على مبيعات السيارات الكهربائية، حيث تباطأت في العام الماضي. وبينما تمثل السيارات الكهربائية بالكامل ثلث جميع السيارات الجديدة المباعة، إلا أن حصتها في السوق نمت بنسبة 3% فقط خلال العام الماضي، وهي نسبة متواضعة مقارنة بالسنوات السابقة.
تأثير التكاليف المستقبلية على المستهلكين
صرحت مارجا دي ياغر، الرئيسة التنفيذية لمنظمة ANWB، لموقع AD.nl قائلة:
“إن معدلات الضرائب المقررة للسنوات القادمة أثارت حالة من عدم اليقين لدى المستهلكين بشأن التكاليف المحتملة لامتلاك سيارة كهربائية، مما دفعهم إلى تقليل الإنفاق”.
خاتمة
مع تراجع الدعم الحكومي وزيادة الضرائب، يبدو أن مستقبل السيارات الكهربائية أصبح أقل وضوحاً، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف التشغيل والتحديات المرتبطة بقيمتها السوقية. ومع ذلك، يبقى التساؤل قائماً: هل ستتمكن السيارات الكهربائية من استعادة زخمها لتظل الخيار الأول في السوق، أم أن السيارات التقليدية ستظل منافساً قوياً في المستقبل القريب؟