أخبار هولندااقتصاد

هولندا توقف استخراج غاز خرونينجن أكبر حقول الغاز في أوروبا

هولندا تقرر إيقاف استخراج الغاز من خرونينجن، أكبر حقول الغاز في أوروبا، بعد مضي 60 عاما من انتاجه الذي وفر مليارات اليوروهات للخزينة، نتيجة للزلازل والهزات الأرضية التي ازدادت شدتها في المنطقة المحيطة به على مر السنوات. ولكن هذا الخبر استقبل بتشكك على نطاق واسع.

الحكومة الهولندية توقف الإنتاج من حقول الغاز في خرونينجن

وافقت حكومة هولندا على إنهاء الإنتاج في نهاية “العام الغازي” الأخير، الذي يمتد من أكتوبر إلى أكتوبر في كل عام، ولكنها احتفظت بخيار إعادة التشغيل في خمس مواقع إذا شهدت البلاد موجة برد قارس هذا الشتاء.

إن إنتاج الغاز في مقاطعة خرونينجن الشمالية توقف يوم الأحد بعد مرور 60 عاما – ولكن الأخبار استقبلت بردود فعل متشككة على نطاق واسع.

قرار الحكومة الهولندية بإنهاء الإنتاج يأتي بعد سنوات من الضغوط من قبل السكان والجمعيات البيئية، وذلك بسبب التأثيرات السلبية لاستخراج الغاز على البيئة والسكان، بما في ذلك الزلازل التي تعرضت لها المنطقة.

لكن سكان خرونينجن عبّروا عن تشككهم العميق في هذا القرار. قام بعضهم بالتعبير عن ذلك من خلال التعليق على منشور على شبكة الأخبار المحلية “آ ر تي في نورد” بعبارات مثل “سنصدق ذلك عندما نراه”، بينما اعتبر آخرون الأمر مجرد “قصة خرافية” على حد تعبيرهم.

رغم توقف عمليات استخراج الغاز من الحقل في السنوات الأخيرة، إلا أن الحكومة الهولندية قررت الاحتفاظ بالموقع نشطا نظرا لعدم اليقين بشأن الأوضاع العالمية التي نتجت عن الأحداث في أوكرانيا بعد الحرب الروسية في فبراير 2022.

اتهامات بالتقصير والمراوغة

وفي فبراير، اتهم تقرير لجنة برلمانية الحكومة الهولندية بأنها “لم تعتنِ بالمخاطر البعيدة المدى”، وشدد على أن على الحكومة تصحيح الوضع. وبناء على تقرير اللجنة، اتهم نواب هولنديون الحكومة بتجاهل رفاهية سكان خرونينجن على مدى عقود من إنتاج الغاز الطبيعي، مما أثر سلبا على منازلهم وصحتهم النفسية.

بعض النواب المعارضين دعوا، حينها، مارك روته رئيس الوزراء للتنحي بسبب هذه المسألة واتهموه بالكذب بشأن معرفته بآثار استخراج الغاز. لكن روته أكد أنه تم التعرف على البعد الكامل للمشكلة بعد حدوث زلزال في هايزنجه عام 2018.

وفي الجمعة الماضية، نقلت هيئة الإذاعة الهولندية عن رئيس الوزراء السابق مارك روته، خلال زيارته للمنطقة، قوله إن “عشرات الآلاف من الأطفال يواجهون وضعا صعبًا”، مضيفا أن الوضع مروع لهم.

تمتد قصة إنتاج الغاز في هولندا إلى عام 1963 عندما تم افتتاح حقل الغاز سلوخترين في خرونينجن، ومنذ ذلك الحين، حققت الحكومة الهولندية إيرادات تقدر بحوالي 360 مليار يورو من استخراج الغاز، مع ما يزيد عن 66 مليار يورو تم تقسيمها بين شركتي الطاقة شل وإكسون موبيل. ولكن هذا الإنتاج جاء بتكلفة باهظة على المجتمع المحلي، حيث تعرضت المنطقة لأكثر من 1600 زلزال وهزة أرضية منذ الثمانينات، مما أدى إلى تضرر 85,000 مبنى.

اترك تعليقاً

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات