أخبار هولندا

هولندا تستعد لولادة قيادة سياسية جديدة… من سيغادر لاهاي ومن سيبقى؟

انفجرت أزمة سياسية مفاجئة في هولندا خلال اليومين الماضيين، مما أدى إلى انهيار الحكومة الائتلافية واعتزال رئيس الوزراء مارك روته العمل السياسي، والإعلان عن انتخابات برلمانية مبكرة في 22 نوفمبر 2023. وتركزت الخلافات الحادة حول مسألة الهجرة، وتحديداً تقييد تدفق اللاجئين إلى هولندا عن طريق تجميد برنامج لم شمل العائلات للأشخاص الهاربين من الحروب لفترة لا تقل عن سنتين.

تعتبر هذه الأحداث زلزالا سياسيا بكل المقاييس، حيث لم يعتاد النظام السياسي الهولندي على انهيار الحكومات بسهولة في بلد يشتهر بروح التوافق. ولم تقتصر هذه الهزة السياسية على استقالة رئيس الوزراء الهولندي، الذي وُصف بأنه أقوى رجل دولة في أوروبا من قبل مراكز البحث الأوروبية، بعد استقالة المستشارة الألمانية ميركل.

بعد الأحداث الأخيرة، قدم قادة الأحزاب والشخصيات البارزة في المشهد السياسي الهولندي استقالاتهم. تضمنت هذه الاستقالات استقالة سيخريد كاخ، وزيرة المالية وزعيمة الديمقراطيين الليبراليين، على الرغم من النجاح الكبير الذي حققته في الانتخابات الأخيرة. كما استقال فوبكه هوكسترا، وزير الخارجية وزعيم حزب الديمقراطيين المسيحيين (CDA)، وعدد آخر من الشخصيات الهامة.

التطورات السياسية الأخيرة والمرشحون لزعامة الأحزاب في هولندا قبيل الانتخابات البرلمانية

وفي الوقت الحالي، يتطلع الشعب الهولندي إلى انتخابات برلمانية وتشريعية مبكرة، ستجري في 22 نوفمبر، وتعتبر هذه الانتخابات هامة وحاسمة حيث ستحدد قيادة جديدة للبلاد. سنستعرض أدناه آخر المستجدات السياسية في هولندا.

  • حزب الشعب من أجل الديمقراطية (VVD)
    في حزب الشعب الليبرالي (VVD)، تسعى ديلان يشيلجوز لتولي منصب خليفة مارك روتي. فقد قرر رئيس الوزراء السابق الاستقالة من منصبه كزعيم للحزب، ويرغب في العمل خارج السياسة الوطنية بعد تشكيل الحكومة القادمة. وتمتعت يشيلجوز بدعم القيادة الوطنية للحزب كمرشحة مفضلة. وإذا قدم أي مرشحين آخرين قبل 13 أغسطس، فسيتم إجراء انتخابات لاختيار زعيم القائمة. وعلى الرغم من صرح العضو السابق في البرلمان أندريه بوسمان برغبته في تقديم ترشيحه، إلا أن ترشيحه لم يُعلن رسميا بعد.
  • الديمقراطيون (D66)
    وفي الحزب الديمقراطي الليبرالي (D66)، يتقدم وزير الدولة لشؤون المناخ روب يتن كمرشح لزعيم القائمة. ويطمح أيضا لشغل منصب رئيس الوزراء. وحتى الآن، لم يتقدم أي مرشح آخر، لكن يُسمح لهم بالتقدم ابتداءً من الأسبوع المقبل. وقد شكرت وزيرة الدفاع كايسا أولونغرين وزعيمة الكتلة جان باترنوت على خدمتهما.
  • حزب الحرية الهولندي (PVV)
    أما في حزب الحرية الهولندي (PVV)، يبدو أن خيرت فيلدرز يرفض التنحي عن زعامة حزبه الذي يخوض الانتخابات القادمة على أمل تحقيق انجاز قد يضعه ضمن صناع القرار السياسي في البلاد بعد فشله في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة. فيلدرز معروف بمواقفه الجدلية والعدائية المناهضة للإسلام والهجرة. فيلدرز شخصية سياسية بارزة في هولندا ويتميز بمواقفه اليمينية الشعبوية. يعتبر منافسا قويا في الساحة السياسية الهولندية وقد شغل مناصب وزير في السابق..
  • حزب النداء المسيحي الديمقراطي (CDA)
    في حزب الديمقراطيين المسيحيين (CDA)، أعلن فوبكه هوكسترا أنه لا يرغب في تولي منصب زعيم الحزب بعد الآن. ولا يرى لنفسه مستقبلاً في البرلمان، لكنه لا يستبعد تولي منصب وزير في الحكومة القادمة. ولم يتقدم أي مرشح لزعيم القائمة حتى الآن. ويعتزم الزعيم السابق للحزب هوغو دي يونغ عدم ترشحه على الإطلاق، والأمر نفسه ينطبق على زعيم الكتلة بيتر هيرما ووزيرة الدولة هانكي بروينز سلوت التي أعلنت أنها لا تنوي الترشح في قائمة حزب الديمقراطيين المسيحيين (CDA) في الانتخابات المقبلة، ولكنها لم تستبعد عودتها كوزيرة في المستقبل. وكذلك قرر وزير الدولة مارنيكس فان راي تقديم استقالته، وأشار إلى أنه قد يؤلف كتابا.
  • الحزب الاشتراكي (SP)
    وفي الحزب الاشتراكي، يُقترح اختيار ليليان مارينيسن كزعيمة للقائمة. وقد صرحت رئيسة الحزب ياني فيسشر أن مارينيسن أظهرت “قوة كبيرة وقيادة وإلهام” في السنوات الأخيرة. وتعتبر هذه فترة جديدة تحمل طموحاتها، ولدينا الثقة الكاملة في قدرتها على قيادتها. وتطمح مارينيسن أيضًا للبقاء في المنصب.
  • العمل (PvdA) والخضر اليساري (GL)
    ويجري الحزبان العمل والخضر اليساري استشارة لأعضائهما هذا الأسبوع حول مشاركتهما في الانتخابات بقائمة واحدة وبرنامج انتخابي واحد. ومن المتوقع الإعلان عن النتيجة في نهاية يوم الاثنين. ولم يتم تحديد من سيحتل المرتبة الأولى في القائمة المدمجة بعد. وتم ذكر أسماء عمدة روتردام أحمد أبوطالب والمفوض الأوروبي فرانس تيمرمانس ووزيرة بلدية أمستردام ماريولين مورمان كمرشحين محتملين. ولم يعلن زعيما الحزب الحاليان أتي كويكن وجيسي كلافر عن طموحاتهما حتى الآن.
  • حزب الاتحاد المسيحي (CU)
    أما في حزب الاتحاد المسيحي (CU)، فقد تم تعيين ميريام بيكر مؤخرا خلفا للزعيم السابق جيرت يان سيجرز كقائدة سياسية وزعيمة للكتلة. ومن المتوقع أن تكون راغبة أيضا في تولي منصب زعيمة القائمة. وستعتزل الشخصية المهمة في الحزب كارولا شوتن السياسة الوطنية عند تشكيل حكومة جديدة.
  • حزب المواطن الفلاح (BBB)
    حزب الفلاحين اليميني (BBB)، الذي كان أكثر الفرحين بسقوط حكومة روته لخلافهما الحاد حول ساسة النتروجين، اختار كارولين فان دير بلاس على رأس القائمة الانتخابية. دخل الحزب مؤخرا كأكبر حزب في مجلس الشيوخ ويجب عليه الآن البحث عن مرشحين لقائمة مجلس النواب.
  • بيتر أومتزيخت
    وصرح عضو البرلمان بيتر أومتزيخت أنه بالتأكيد لن ينضم إلى حزب المواطن الفلاح (BBB). ومن المتوقع أن يعلن خلال بضعة أسابيع ما إذا كان سيشارك في الانتخابات بحزبه الخاص أو سيتخلى عن السياسة.

في الأسابيع القادمة، ينتظر أن تشهد هولندا تطورات سياسية مهمة. مع إعلان تاريخ الانتخابات العامة في نوفمبر، واستقالة رئيس الوزراء مارك روته، واحتمالية تشكيل ائتلاف حكومي جديد، فإن المشهد السياسي مشحون بالتوتر والتحديات. سنشهد استمرار العمل الحكومي بصفة مؤقتة، وستتوالى الإعلانات حول قادة الأحزاب ومرشحيها. بالنظر إلى التجارب السابقة، فمن المرجح أن يستغرق تشكيل الحكومة الجديدة وقتا طويلاً، مما يعني أن البلاد قد لا تحصل على حكومة قادرة على اتخاذ قرارات صعبة إلا في وقت متأخر من العام المقبل.

اترك تعليقاً

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات