بلديات هولندا تُوفّر 30 ألف منزل للاجئين، واتهام وزيرة العدل بـ الإهمال
بعد عام حافل بالتحديات، كشفت الأرقام الجديدة من وزارة العدل الهولندية عن جهود السلطات المحلية في استضافة وتوفير مساكن دائمة للاجئين في العام الماضي. وفقا لتلك الأرقام، نجحت السلطات المحلية الهولندية في إيواء 30,600 لاجئ يحملون تصاريح إقامة، وهو رقم قليل مقارنة بالعام السابق والذي يدل على تحسن طفيف في الوضع.
وأشارت تحليلات صحيفة “فولكس كرانت” إلى أن هذا الإنجاز يعني أن هناك تقدماً في تقليص عدد اللاجئين الذين ينتظرون منازل دائمة مقارنة بالأعداد في بداية العام. وهذا بالمقارنة مع الأوضاع في عام 2020 حيث تم توفير مساكن دائمة لـ 12,000 لاجئ فقط.
تُلزم كل سلطة محلية بإيجاد مساكن لعدد معين من اللاجئين، استنادا إلى سكانها المحليين وعدد المنازل المحتملة، وفقًا للسياسات المعمول بها. وتوضح الأرقام أن 91 بلدية من أصل 343 تمكنت من تحقيق أو تقريب الوصول إلى أهدافها في العام الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن معظم الباقين في طريقهم للامتثال التام للمتطلبات.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجهها بعض المدن الهولندية، حيث تظل أمستردام في المرتبة الأدنى بالنسبة لعدد الأشخاص الذين ينتظرون الحصول على منزل حيث بلغ عددهم 1,360 وفقا لحصة المدينة في العام 2023. بينما نجحت روتردام في تجاوز هدفها بـ 55 شخصا خلال العام، في حين فشلت لاهاي/دنهاخ في تحقيق حصتها بـ 106.
هناك جهود مستمرة لتقليل عدد الأشخاص الذين يعيشون في مراكز اللاجئين بسبب عدم وجود منازل دائمة لهم، حيث انخفض عددهم من 16,100 في بداية العام الماضي إلى 15,368 في يناير 2024.
ومع ذلك، يواجه نحو 49,000 شخصا تأخيرا في اتخاذ قرار رسمي بشأن طلبات لجوئهم بسبب التأخير من قبل خدمة الهجرة. وتتوقع الحكومة الهولندية أنه بدون اتخاذ تدابير إضافية، سيتزايد هذا العدد مستقبلاً.
تم توفير مسكن لحوالي 9,000 لاجئ انتظروا منزلهم لأكثر من 14 أسبوعا في فنادق قريبة من المناطق التي سيعيشون فيها في المستقبل، بهدف توفير مساحة في مراكز اللاجئين لاستقبال القادمين الجدد.
اتهام وزيرة العدل بـ إهمال الوضع في مركز استقبال اللاجئين المركزي في تير أبيل
وفي السياق نفسه، تسعة رؤساء بلديات ومفوض الملك للإقليم، رينيه باس، اتهموا وزيرة العدل ديلان يسيلجوز ووزير الدولة لشؤون اللجوء، إريك فان دير بورخ، بإهمال الوضع في مركز استقبال اللاجئين المركزي في تير أبيل. ووصفوا الأزمة بأنها نتيجة لعدم اتخاذ الحكومة الخطوات اللازمة لمواجهة الاكتظاظ، الذي تجاوز الطاقة الاستيعابية لفترة طويلة، ما أدى إلى حالات غير صحية وغير آمنة للمقيمين في هذا المركز.
بينما قليل من البلديات قامت بدورها في استيعاب المزيد من طالبي اللجوء، لم يكن هذا كافيا لتخفيف الضغط على مركز استقبال اللاجئين المركزي في تير أبيل. وسيتجه مجلس ”Westerwolde” إلى المحكمة للحصول على قرار قضائي يحدد الحد الأقصى لعدد الأشخاص في في تير أبيل إلى 2000 شخص.
وفي ظل هذا الوضع، حذرت منظمة السلطات المحلية الهولندية “VNG” من أن نقص المساكن سيزداد إلا إذا تم بناء المزيد من الوحدات السكنية. وهذا يجعل الحاجة إلى التدابير والخطط الفعّالة من أجل مواجهة هذا التحدي المتزايد ضرورية لضمان توفير مساكن كافية للاجئين والحد من عدد الأشخاص الذين ينتظرون بلا مأوى.
