بعد محادثات النيتروجين.. المزارعون الهولنديون يتعهدون بتصعيد احتجاجاتهم بشكل غير مسبوق

وعد المزارعون الراديكاليون في هولندا بتصعيد احتجاجاتهم ضد خطط الحكومة المناخية لتقليل تلوث النيتروجين، حيث وعد مارك فان دين أويفر من قوة دفاع المزارعين “بأصعب عمل على الإطلاق”. وقال فان دن أويفر: ” يجب تجهيز نفسك لأصعب الإجراءات التي شاركت فيها قوة دفاع المزارعين على الإطلاق”. وتابع قوله: “سنقوم بالتصعيد بكل تأكيد. نحن دائما نقدم شيء مميز”.

جاءت تصريحات فان دن أويفر بعد أن لقاء جمع المزارعين بالحكومة الهولندية لإجراء محادثات بعد أسابيع من الاحتجاجات التي نفذها المزارعون، حيث ألقوا نفايات المزارع على الطرق السريعة وأغلقوا مراكز توزيع المتاجر الكبرى

.وقال الوسيط يوهان ريمكس للصحفيين بعد ظهر يوم الجمعة إن الاجتماع الذي كان يهدف إلى تنقية الأجواء سلط الضوء على “عدم ثقة المزارعين العميق” بالحكومة. ومع ذلك، فقد وصفها بأنها “بناءة للغاية”.

لم تشارك كل من منظمتي قوة دفاع الفلاحين ومجموعة عمل المزارعين أغركسيه، اللتان قيل أنهما وراء معظم الحملات التي يصفها الإعلام الهولندي بالتخريبية، في الاجتماع بشكل مباشر. لكن سياك فان دير تاك، الذي يقود أكبر مجموعة زراعية “LTO” تحدث نيابة عن جماعات الفلاحين الراديكالية في الاجتماع، وقال لبرنامج الشؤون الجارية نيوز أوور أن الحملة يجب أن تبقى في حدود القانون.

وقال سياك فان دير تاك: “إذا لم يحدث ذلك، فسوف ننسحب من الاحتجاجات.” وأكد “نحن بحاجة إلى دعم الجمهور.”

في غضون ذلك، تسببت مجموعة من المزارعين الذين منعتهم الشرطة من القيادة على الطريق السريع A7 ليلة الجمعة، في مزيد من المخاطر لمستخدمي الطريق الآخرين من خلال الالتفاف والقيادة مرة أخرى على الجانب الخطأ، حسبما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.

خريطة روته لتقليل انبعاث النتروجين تثير رعب الفلاحين

اعتذر رئيس الوزراء مارك روته يوم الجمعة عن نشر خريطة توضح أين يتسبب التلوث الناجم عن النيتروجين في معظم الأضرار ومقدار ما يجب تقليله. أدت تلك الخريطة إلى إثارة الذعر بين المزارعين، الذين كانوا يخشون أن تغلق مزارعهم.

قال روته في اعتذاره أنه بينما أظهرت الخريطة المكان الذي يحتاج لمعالجة المشكلة، فإنها لم توضح إلى أين يجب أن تذهب المزارع أو مقدار التلوث الذي يجب تقليله. وأشار روته إلى “الحاجة لتحسين التواصل”.

كما تعرضت الخريطة لانتقادات من قبل خبراء البيئة، الذين قالوا إنها مفصلة للغاية. لقد تم ترك الأمر لسلطات المقاطعات لتقرير كيفية خفض التلوث الناجم عن النيتروجين في مناطقهم.

ومع ذلك، فإن الحكومة ملتزمة بهدفها المتمثل في خفض الانبعاثات القائمة على النيتروجين بنسبة 50% بحلول عام 2030 من أجل تلبية القواعد البيئية الأوروبية. وتعتبر الزراعة، الماشية بشكل رئيسي، مسؤولة عن حوالي 40% من انبعاثات النيتروجين في هولندا.

وتشير حسابات وزارة المالية إلى أن 11200 مزارع “ماشية” سيضطرون إلى الإغلاق وسيحتاج 17600 مزارع آخر إلى تقليل عدد الحيوانات التي يحتفظون بها لتحقيق الأهداف. والجدير ذكره، أن يوجد في هولندا حوالي 54000 مزرعة.