أخبار هولنداعلوم وتكنولوجيا

استخدام حرارة بركان خامد لتدفئة المنازل في هولندا

مشروع "ستوجيف" الهولندي يستغل حرارة بركان "زاويدفال" المنقرض لتدفئة المنازل

في خطوة فريدة، وقد تكون الأولى، من نوعها تهدف إلى تحقيق استدامة أكبر في مجال توفير الطاقة، أطلقت مبادرة “ستوجيف” المقرَّة في فريزلاند مشروعا جديدا يستهدف استغلال الطاقة الحرارية الجوفية لـ بركان خامد قديم يقع تحت البحر قبالة سواحل هولندا لتدفئة المنازل والمباني في مدينة بولسفارد.

مشروع مبتكر لتدفئة المنازل باستخدام حرارة بركان خامد في هولندا

تهدف مبادرة “ستوجيف”، أو مؤسسة تطوير الجيوثيرمي فريزلاند، إلى استكشاف مصادر الطاقة المستدامة البديلة، وتحديداً الطاقة الجيوثيرمية العميقة جدا، لتلبية احتياجات تدفئة المنازل في هولندا. وتهدف المؤسسة في المدى البعيد إلى أن تسهم طاقة الجيوثيرمي في استبدال استخدام الغاز الطبيعي، وتعمل بتناغم مع البنية الحالية للطاقة الشمسية والرياح.

ضمن خطط المشروع، تسعى “ستوجيف” إلى تحويل طاقة بركان “زاودفال” الحرارية، الذي اندثر منذ زمن بعيد، والذي يقع في عمق بحر فادن قبالة الساحل الهولندي، إلى تدفئة للمنازل. وقال “ينز سالفيردا”، أحد أعضاء الفريق التقني في “ستوجيف”، لصحيفة “إن آر سي“: “البركان لا يزال ينبعث منه حرارة. يمكن أن تكون هذه فرصة لنرى ما إذا كان بإمكاننا استغلالها بشكل مفيد.”

الحد من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتعزز استخدام الطاقة النظيفة

استغرقت خطة “سالفيردا” لضخ الطاقة الحرارية الجوفية (الجيوثيرمي) من البركان الخامد إلى المنازل سنوات من العمل المتواصل، وتعاونت المبادرة بشكل وثيق مع السلطات المحلية لضمان نجاح هذا المشروع الرائد. وتعبر “ستوجيف” عن تفاؤلها بأن يتيح هذا المشروع لسكان المنطقة إمكانية تدفئة منازلهم بتكلفة معقولة، وبدون الحاجة إلى الاعتماد على الغاز الطبيعي. وأوضح “سالفيردا” أن “السكان في بولسفارد يمكنهم رؤية التطورات الأولى خلال السنوات القليلة المقبلة.”

تعتمد عملية استخدام الطاقة الحرارية الجوفية “الجيوثيرمي” كبديل مستدام للغاز على تقنية متطورة. يشرح “سالفيردا” أنه لا يمكن استخراج الطاقة الحرارية من البركان عبر الحفر المباشر فيه، بل يجب ضخ الماء إلى بئر موجودة عدة كيلومترات تحت الأرض، حيث يتم تسخين الماء إلى درجة حرارة تقترب من 90 درجة مئوية. يتم بعد ذلك ضخ الماء الدافئ إلى السطح، حيث يتم استخراج الحرارة منه، ثم يعاد ضخ الماء البارد إلى الأرض لبدء العملية من جديد.

يمكن نقل الطاقة الحرارية المستخرجة من المياه إلى المباني في المنطقة من خلال شبكة الطاقة الخضراء المتوفرة في بولسوارد. وبحسب ما ذكره موقع “ستوجيف”، ترجح الأبحاث أن “استخراج الطاقة الحرارية من بئر عميق ذو متوسط حجم يكفي لتلبية احتياجات تدفئة حوالي 5,000 منزل.” وإذا تمت العملية بنجاح، فقد يسهم ذلك في الحد من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية مثل الغاز الطبيعي، ويعزز استخدام الطاقة النظيفة.

اترك تعليقاً

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات