الحكومة الهولندية تعلن نقص المياه ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة لك؟

إنها ليست أزمة وطنية بعد، ولكن هناك نقص فعلي في المياه في هولندا. بعد ظهر الأربعاء، أعلنت الحكومة الهولندية أن هولندا تعاني رسميا من نقص في المياه، حيث وصل منسوب المياه على المستوى الوطني إلى أدنى مستوى له على الإطلاق. ورفعت هولندا التحذير من المستوى 1 (نقص المياه الوشيك) إلى المستوى 2 (نقص حقيقي في إمدادات المياه)؛ وفي حال ارتفع مستوى التحذير أكثر فهذا يعني أن هولندا تعيش أزمة وطنية. ولكن ماذا يعني هذا، وكيف يمكن أن يؤثر على حياتك اليومية؟

الحكومة الهولندية وفريق إدارة نقص المياه يعلنان عن نقص المياه على المستوى الوطني

بعد اجتماع مطول يوم الأربعاء، أعلن فريق إدارة نقص المياه (MTW) أن “الجفاف المستمر” أدى إلى حدوث “نقص فعلي في المياه”.

في المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الأربعاء، أعلن المتحدثون الرسميون من فريق إدارة نقص المياه ومكتب الطقس التابع للمعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية أن مستويات المياه على المستوى الوطني انخفضت إلى”مستويات تاريخية”. والمعضلة الرئيسية أن نهر الراين يزود هولندا الآن بمياه أقل بنسبة 50 في المائة من المعتاد. على المدى الطويل، هناك خشية أن يؤدي هذا إلى زيادة ملوحة التربة، مما يتسبب في مشاكل كبيرة لقطاع الزراعة.

في 13 يوليو، أعلن فريق إدارة نقص المياه المكون من ممثلين من وكالة ادارة الممرات المئية، ومجالس المياه الهولندية، وشركات مياه الشرب، ومختلف الوزارات الحكومية، و 12 مقاطعة، أن هولندا تواجه تهديدا من المستوى الأول، مما يشير إلى أن نقص المياه وشيك. ولكن اعتبارا من 3 أغسطس، تم رفع مستوى التهديد إلى المستوى الثاني، مما يعني أن البلاد تعاني من نقص حقيقي في إمدادات المياه.

كيف حدث هذا رغم وجود الكثير من المياه في هولندا؟

قد تتساءل كيف يمكن أن تواجه هولندا نقصاً في المياه وهي دولة معروفة بوفرة المياه بها. ومن المثير للاهتمام أن هذه هي المرة الخامسة في آخر 22 عاما التي اضطرت فيها فريق إدارة نقص المياه للإعلان عن نقص في المياه، مع تصاعد الموقف إلى مستوى التهديد الثالث (أزمة وطنية محددة) في عام 2003.

قد تكون هولندا معروفة بطقسها الرطب والذي لا يمكن التنبؤ به، ولكن مع تغير المناخ هذا العام كان الطقس جافا للغاية. وتظهر الحسابات أن هناك عجزا في هطول الأمطار يبلغ 220 ملم، وسطياً، في جميع أنحاء هولندا، عادةً في هذا الوقت من العام ، يكون هذا الرقم 100 فقط. ومع توقع توقعات الطقس بعدم هطول أمطار غزيرة في أغسطس الجاري، يحذر الخبراء من أن النقص سيستمر حتى نهاية الشهر على الأقل.

ماذا يعني هذا النقص وكيف سيؤثر على سكان هولندا؟

قد يشعر الكثيرون بالقلق حيال ما سيعنيه ذلك لحياتهم في هولندا، وما إذا كان نقص المياه سيؤثر على إمدادات البلاد من مياه الشرب أو أي من أنظمة إدارة المياه الموجودة لحماية البلاد من الفيضانات. ولكن الخبر السار هو أن المواطن العادي أو المقيم لن يلاحظ الكثير. في الوقت الحالي، سيؤثر نقص المياه حقا فقط على أولئك الذين يعملون في صناعات معينة – وبالتحديد صناعات الشحن والزراعة – والطبيعة في هولندا.

وأوضح مارك هاربرز، وزير البنية التحتية وإدارة المياه، “إن نقص المياه له بالفعل تأثير سلبي،على وجه الخصوص، على النقل البحري والزراعة “. “كما أصبح الجفاف واضحا بشكل متزايد في الطبيعة”. واستناداً إلى التطورات الحالية، من المتوقع أن يؤثر الجفاف على المزيد من المصالح الاجتماعية “.

وقال بارت فونك، رئيس لجنة تنسيق توزيع المياه الوطنية: “ستكون هناك مياه شرب كافية تماما”. “في الوقت الحالي، لا توجد مشكلة كبيرة بالنسبة للمواطن العادي.” ومع ذلك، إذا لم يتحسن الوضع، فمن المحتمل أن يرتفع سعر المياه على المدى الطويل.

كيف يتم تحديد مستويات النقص في المياه في هولندا؟

تنظر اللجنة الوطنية لتنسيق توزيع المياه في مستويات المياه ، والتبخر والاستهلاك وتحدد ما إذا كان الطلب يفوق إمدادات المياه ذات الجودة المناسبة. إذا كان الأمر كذلك، فهناك نقص. وتحدد هولندا مستويات نقص المياه بثلاثة مستويات:

• المستوى 1: نقص المياه الوشيك (والذي كان ساريًا منذ 13 يوليو)
• المستوى 2: النقص الفعلي في المياه (منذ 3 أغسطس)
• المستوى الثالث: الأزمة الوطنية

لا يحدث هذا الوضع الأخير في كثير من الأحيان في هولندا. كانت آخر مرة في عام 2003 ، عندما كانت إمدادات المياه معرضة للخطر. لن يحدث ذلك بهذه السرعة الآن، كما يتوقع خبير الجفاف نيكو واندرس (جامعة أوترخت) ، لأنه تم اتخاذ تدابير منذ ذلك الحين للتعامل مع هذا الأمر.

لا ليس على الفور. سيبقى سعر الماء كما هو في الوقت الحالي. يعتقد واندرس أن هذا قد يتغير إذا كان هناك نقص متكرر في المياه. “قد تصبح المياه أكثر تكلفة على المدى الطويل ، لأن استخراج المياه الجيدة أصبح أكثر وأكثر صعوبة. لكن الأسعار لا ترتفع خلال هذا الجفاف”.

هل يمكن استخراج مياه الشرب من البحر؟

نعم، هذا ممكن. كما يحدث في بعض البلدان. لكن بالنسبة لهولندا، هذا ليس خيارا في الوقت الحالي ، كما يقول واندرس. يتطلب تحويل مياه البحر إلى مياه شرب الكثير من الطاقة. وفي هولندا لا توجد طاقة مستدامة كافية متاحة لعملية التحويل هذه. “هذا هو السبب في أنه ليس حلاً على نطاق واسع في هولندا. إنه خيار في بلدان بها الكثير من الشمس والقليل من المياه”.

ماذا استطيع أن أفعل للمساعدة في الحفاظ على المياه؟

يعد فريق إدارة نقص المياه الآن مسؤولة عن وضع خطة عمل لمكافحة النقص، وقد تم بالفعل تقديم العديد من الأفكار، بما في ذلك إنشاء شاشة فقاعية في دييمين من شأنها فصل الملح والمياه العذبة ومنع زيادة الملوحة في قناة الراين أمستردام وتقييد مدخل المياه من إيسيلمير.

تلتزم شركات مياه الشرب الهولندية قانونا بتزويد. الشيء الوحيد الذي يمكن للحكومة فعله هو الطلب من الناس عدم غسل سياراتهم لفترة من الوقت وعدم ملء حمامات السباحة الخارجية بالكامل، وهو ما فعلته. 

ودعت ميشيل بلوم، رئيسة فريق إدارة نقص المياه، سكان هولندا إلى أن يكونوا اقتصاديين في استخدامهم للمياه، وطالبتهم باستخدام مياه الشرب باعتدال وتجنب غسل سياراتهم بانتظام أو سقي حديقتهم بشكل مفرط. لكن شركة بلوم شددت على أنه لا توجد طريقة لفرض قانون لتشجيع الحفاظ على المياه.

شارك الوزير هاربرز رسالة مماثلة، قائلاً: “أطلب من جميع الهولنديين التفكير مليًا فيما إذا كان ينبغي عليهم غسل سيارتهم أو ملء حوض السباحة القابل للنفخ بالكامل. هولندا بلد مائي، لكن مياهنا ثمينة أيضا “.