هولندا تقرر الانسحاب من قوانين اللجوء الأوروبية
أعلنت وزيرة الهجرة الهولندية، ماريولين فابر، أنها أبلغت المفوضية الأوروبية رسميا برغبتها في انسحاب هولندا من قواعد اللجوء التي تفرضها قوانين الاتحاد الأوروبي، وذلك بهدف تمكين البلاد من تطبيق “أشد نظام لجوء على الإطلاق”. وجاء هذا التصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث قالت: “أبلغت المفوضية الأوروبية برغبتي في انسحاب هولندا من سياسة الهجرة داخل الاتحاد الأوروبي. يجب أن نستعيد السيطرة على سياسة اللجوء الخاصة بنا”.
يعتبر هذا الانسحاب جزءا من توجهات الحكومة اليمينية الجديدة التي تسعى لتقليل الهجرة المرتبطة باللاجئين، إلا أن الخبراء القانونيين يرون أن فرص نجاح هذه الخطوة ضئيلة للغاية. وأكدوا أن انسحاب هولندا من قواعد اللجوء الأوروبية سيتطلب تعديلا في معاهدات الاتحاد الأوروبي، وهو أمر غير ممكن إلا بموافقة جميع الدول الأعضاء الـ27، وهو ما سيستغرق وقتًا طويلاً ويعد إجراءً معقدا.
خلفية عن الانسحاب الأوروبي
تتمتع كل من الدنمارك وأيرلندا بالفعل بانسحابات من بعض بنود معاهدات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالحرية والأمن والعدالة، بما في ذلك منطقة شنغن. إلا أن تحقيق انسحاب مماثل لهولندا يُعتبر أكثر تعقيدا. وفقا لتقرير “يورو نيوز”، تُعد خطة فابر “بعيدة المنال ورمزية”، حيث تتطلب تعديل تشريعات حساسة للغاية، وقد تفتح الباب أمام مطالب مماثلة من دول أخرى.
ورغم أن هذا الانسحاب من قواعد اللجوء الأوروبية هو جزء من خطط الحكومة اليمينية، إلا أنه غير مرتبط بمحاولة الحكومة لإعلان “أزمة لجوء”. هذه الخطوة الأخيرة، إذا تمت، ستسمح للحكومة بتجاوز البرلمان وتنفيذ إجراءات استثنائية للحد من عدد اللاجئين الجدد الذين يصلون إلى البلاد.
أرقام قديمة وتوقعات متضاربة
في الوقت ذاته، كشفت صحيفة “فولكس كرانت” الهولندية أن الوزيرة فابر تعتمد في حساباتها على أرقام قديمة وغير محدثة تتعلق بأعداد اللاجئين المتوقع وصولهم إلى هولندا. ففي العام الماضي، توقعت وزارة العدل الهولندية أن يستقبل البلد نحو 70,000 لاجئ في عام 2023، لكن من المرجح أن يكون الرقم أقرب إلى 45,000.
كما أشارت الصحيفة إلى أن إدارة فابر قد وضعت تقديرات لعامي 2025 و2026 تشير إلى استقبال 76,400 لاجئ في العام الأول و78,780 في العام الثاني، بميزانية تقدر بحوالي 9.7 مليار يورو. إلا أن هذه التقديرات تعود إلى أبريل 2023، ومن المتوقع أن تصدر تقديرات جديدة في أكتوبر المقبل، ما قد يؤدي إلى تعديل هذه الأرقام.
في المجمل، يُنظر إلى خطة الانسحاب من قواعد اللجوء الأوروبية على أنها خطوة رمزية تهدف إلى إظهار تشدد الحكومة الهولندية في ملف الهجرة، ولكنها تواجه العديد من العقبات القانونية والسياسية، مما يجعل فرص نجاحها محدودة للغاية.
