هولندا تسجل 19 حالة وفاة يومياً
شهدت هولندا ارتفاعاً كبيراً في عدد الوفيات الناتجة عن السقوط، التعثر أو الانزلاق، حيث أظهرت بيانات المكتب المركزي للإحصاء (CBS) أن نحو 7000 شخص لقوا حتفهم بهذه الطريقة العام الماضي، بمتوسط يزيد عن 19 حالة وفاة يومياً. مقارنة بعام 2022، ارتفع عدد الضحايا بنسبة تقارب 12%، وهو ما يمثل أربعة أضعاف العدد قبل عشرين عاماً.
السقوط بين كبار السن
تحدث معظم الوفيات بين كبار السن، حيث بلغت نسبة من تجاوزوا الثمانين من العمر 43% من إجمالي الضحايا، في حين كان 36% منهم يبلغون التسعين أو أكثر. ويعزى ذلك إلى ضعف القدرة على الحركة والأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر. يعيش أكثر من نصف هؤلاء الضحايا في مؤسسات رعاية.
يحسب المكتب المركزي للإحصاء الوفيات الناجمة عن السقوط إذا توفي الشخص خلال ثلاثين يوماً بعد الحادثة، لكنه يستثني الحوادث المرتبطة باستخدام وسائل النقل، مثل السقوط أثناء ركوب الدراجة.
إصابات خطيرة
كشفت الإحصاءات أن نحو نصف الوفيات ترتبط بإصابة في الورك، وهو إصابة شائعة بين كبار السن بسبب هشاشة العظام التي تجعلهم أكثر عرضة للكسور. في حين أن 25% من الوفيات ناتجة عن إصابات في الرأس، مع ملاحظة أن النساء أكثر عرضة للوفاة بسبب السقوط مقارنة بالرجال؛ حيث تمثل النساء 60% من الضحايا.
الأسباب الكامنة
رغم أن عدد كبار السن في تزايد طبيعي، إلا أن الزيادة السريعة في وفيات السقوط تثير التساؤلات. وتوضح ناتالي فان دير فيلده، أستاذة طب الشيخوخة المتخصصة في الوقاية من السقوط، أن السقوط ليس بالضرورة جزءاً طبيعياً من عملية الشيخوخة. وأشارت إلى أن كبار السن غالباً ما يعانون من أمراض تؤثر على توازنهم وحركتهم، ما يزيد من احتمالية السقوط. وتؤكد أن “السقوط غالباً ما يكون عرضاً لمرض كامن.”
الوقاية وتجنب المخاطر
مع تزايد أعداد الأشخاص الذين يعيشون في منازلهم لفترات أطول، يصعب اكتشاف المشكلات الصحية الكامنة بسرعة. لذلك، تشدد فان دير فيلده على أهمية التعرف المبكر على مخاطر السقوط من خلال استشارة أخصائيي الرعاية الصحية أو إجراء اختبارات تقييم المخاطر عبر الإنترنت.
وتضيف فان دير فيلده أن هناك خطوات يمكن للأفراد، وخصوصاً كبار السن، اتخاذها لتقليل مخاطر السقوط. ومن بين هذه الخطوات تناول الطعام الصحي، ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين التوازن، وإزالة العوائق من المنازل والمحيط لمنع السقوط الذي قد يكون مميتاً.