نظام التعليم في هولندا يظلم أطفال الفقراء والأقليات ذو الذكاء العالي
كشفت دراسة حديثة أجريت لصالح وزارة التعليم الهولندية أن الأطفال من الأقليات والمجتمعات الفقيرة يواجهون احتمالاً أكبر للتغاضي عنهم كموهوبين مقارنةً بأقرانهم من البيض. الدراسة التي أجرتها وكالة الأبحاث Scaliq أظهرت أن الأطفال من هذه الفئات أقل عرضة بأربع مرات للاعتراف بقدراتهم الفائقة، حتى إذا كانت معدلات ذكائهم مرتفعة.
في النظام التعليمي الهولندي، يُعد الأطفال الذين يسجلون معدل ذكاء يفوق 130 مؤهلين للالتحاق بصفوف “إضافية” تقدم دروسا ومواد تعليمية أكثر تحديا. ورغم أن حوالي 2% من الأطفال فقط ينتمون لهذه الفئة، إلا أن الباحثين اكتشفوا أن تصنيف الأطفال كـ”موهوبين للغاية” يعتمد بشكل كبير على خلفية الأسرة والوضع الاجتماعي.
وأظهرت الدراسة تباينا صارخا من خلال مقارنة حالتين خياليتين لأطفال ذوي ذكاء مرتفع. “ديديريك”، طفل نشأ في أسرة مستقرة ماليا مع والدين ناطقين بالهولندية من أصول أوروبية، كان لديه فرصة بنسبة 60% ليتم الاعتراف به كموهوب. في المقابل، “جليلة”، فتاة تعيش مع والديها اللذين يعيشان في فقر ويتحدثان الهولندية بشكل ضعيف، كانت فرصتها لا تتجاوز 15%.
قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من 5000 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما، في 29 مدرسة ابتدائية. طلب من المعلمين تقديم معلومات شخصية عن الأطفال، بما في ذلك ما إذا كانوا يُعتبرون موهوبين أم لا. وقد أظهرت النتائج أن أقل من نصف الأطفال الذين سجلوا معدل ذكاء يفوق 130 تم إدراجهم بالفعل في فئة “الموهوبين”، وكان الذكور أكثر احتمالا للتعرف عليهم مقارنة بالإناث.
ووجدت الدراسة أن الأطفال المولودين في وقت لاحق من العام الدراسي كانوا أكثر عرضة للتغاضي عنهم، حيث قدر المعلمون معدلات ذكائهم بأقل بنقطة واحدة لكل شهر يلي بداية السنة الدراسية الذي يقع فيه عيد ميلادهم.
وخلص الباحثون في تقريرهم بعنوان “غير مرئي” إلى أن الشعور السائد بأن “ليس كل الأطفال الأذكياء يُلاحظون” صحيح. وأضافوا أن “الأطفال الذين ينشأون في ظروف محرومة يتم التقليل من شأنهم بشكل أكبر مقارنةً بأقرانهم الذين يعيشون في ظروف مريحة في المنزل”.
تسلط هذه الدراسة الضوء على الفجوات الكبيرة في النظام التعليمي، مما يثير تساؤلات حول العدالة في التعرف على مواهب الأطفال في سن مبكرة، وكيف يمكن معالجة التحيزات الاجتماعية التي تؤثر على مستقبلهم الأكاديمي.