مصر تطرد نشطاء هولنديين حاولوا تنظيم مسيرة مساعدات إلى غزة

أقدمت السلطات المصرية على ترحيل عشرات النشطاء من هولندا ودول أخرى، بعد محاولتهم الدخول إلى البلاد للمشاركة في مسيرة سلمية كانت تهدف إلى الوصول إلى الحدود مع قطاع غزة سيراً على الأقدام، في محاولة للفت الانتباه إلى الأوضاع الإنسانية المتدهورة في القطاع.
ووفقاً للمنظمين، كان من المتوقع أن يشارك في المسيرة نشطاء من 32 دولة، يعتزمون قطع مسافة 48 كيلومتراً خلال ثلاثة أيام انطلاقاً من الأراضي المصرية باتجاه معبر رفح. إلا أن المشاركين تم توقيفهم في مطار القاهرة، حيث احتُجز عدد منهم لساعات، قبل أن يُرحّلوا لاحقاً إلى مدينة إسطنبول التركية.
احتجاز وترحيل نشطاء هولنديين دون توضيحات
من بين النشطاء الهولندية كاتيا فان رينيس، التي عبّرت عن خيبة أملها بعد وصولها إلى إسطنبول، قائلة:
“كنت آمل أن نتمكن من الوصول إلى غزة، أردنا أن نُظهر لأهل القطاع أننا نهتم ونشعر بقلق بالغ تجاه معاناتهم. كنا مع نشطاء من مختلف أنحاء العالم”.
زميلتها الهولندية، لاله المارجاني، أشارت إلى ظروف الاحتجاز في مطار القاهرة، حيث صادرت السلطات جوازات السفر والهواتف المحمولة الخاصة بالمشاركين. وأضافت: “كان الوضع مرعباً، فقد كانت قوات الأمن مسلحة بشكل كثيف وغير معتاد”.
ورغم الإحباط، أوضحت فان رينيس أن السلطات التركية تعاملهم بلطف: “يبذلون جهدهم لإعادتنا بسرعة إلى بلادنا، ويوزعون علينا الطعام والماء.”
رسالة إنسانية تصطدم بالواقع الأمني
المسيرة كانت من تنظيم حركات سلام ومؤسسات مجتمع مدني، وتهدف إلى تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية التي يواجهها أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من الجوع ونقص المواد الأساسية، بعد أشهر من القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.
ورغم سماح إسرائيل في الأسابيع الأخيرة بدخول كميات محدودة من المساعدات، فإن عملية التوزيع لا تزال تعاني من الفوضى، ويشوبها التوتر والاشتباكات، وسط اتهامات موجهة لمنظمة “GHF” الإسرائيلية-الأمريكية بعدم الكفاءة والتمييز في التوزيع.
الوضع الأمني في سيناء يمنع المسيرات
وفي تعليقه على الحدث، قال مراسل هيئة الإذاعة الهولندية “NOS” في القاهرة، يوست شيفرز، إن السلطات المصرية كانت واضحة منذ البداية بعدم منح أي تصاريح لتنظيم المسيرة، مشيراً إلى أن التظاهرات محظورة قانوناً في البلاد. وأوضح: “المنطقة الحدودية مع غزة تخضع لسيطرة عسكرية مشددة، بسبب تاريخ من المواجهات مع جماعات مسلحة. حتى المواطن المصري لا يمكنه دخول تلك المنطقة إلا بشروط مشددة.”
وأشار شيفرز إلى أن تقارير حقوقية تؤكد احتجاز نحو 150 شخصاً في مصر بسبب مشاركتهم في مظاهرات داعمة للفلسطينيين، بعضهم لمجرد حملهم علم فلسطين في الشارع.
شقيق ناشطة لا يزال محتجزاً في إسرائيل
وفي تطور متصل، كشفت كاتيا فان رينيس أن شقيقها مارك فان رينيس، لا يزال محتجزاً في إسرائيل. وهو قبطان سفينة “مادلين” التي حاولت كسر الحصار البحري المفروض على غزة، وكانت على متنها الناشطة البيئية الشهيرة غريتا تونبرغ، قبل أن يتم اعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية.
وقالت كاتيا: “لم نسمع منه منذ أيام وكنا قلقين جداً عليه، لكن محاميه أبلغنا اليوم أنه قد يتم ترحيله إلى هولندا صباح الغد. على الأقل قد أتمكن من استقباله في مطار سخيبول.”