مارك روته يعلن انسحابه من الحياة السياسية
في إعلان مفاجئ هز الساحة السياسية، أعلن رئيس الوزراء الهولندي المستقيل، مارك روته، عن انسحابه من الحياة السياسية. وأعلن روته قراره في بيان صادر قبل بدء مناقشة سقوط حكومته الرابعة في البرلمان الهولندي، حيث أكد أنه لن يترشح مرة أخرى لتولي منصب رئيس حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD).
وأشار روته في بيانه إلى أن دوافع قراره تتمحور حول مصلحة البلاد، حيث قال: “لقد تم تكهن في الأيام الأخيرة حول العوامل التي تحفزني، ولكن الجواب الوحيد هو هولندا”. وأضاف: “موقفي الحالي غير ملائم تماما لتحقيق تلك المصلحة. لذلك، قررت يوم الأحد أنني لن أستمر في منصب رئيس حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية في الانتخابات القادمة”.
@tareqnazal1987 زلزال سياسي في #هولندا بعد استقالة الحكومة.. مارك روته يعلن انسحابه من الحياة السياسية
♬ original sound – Tareq Nazal
على الرغم من أن قرار روته بالتنحي عن الحياة السياسية قد يكون قرارا استراتيجيا، إلا أنه مع ذلك يحمل مشاعر وعواطف متنوعة نظرا لأهمية القرار وتأثيره على مستقبله الشخصي ومسار حياته السياسية.
وبعد إلقاء بيانه، التقى روته بوسائل الإعلام وصرح بأنه يشعر بـ “مشاعر متباينة”. وأضاف رئيس الوزراء المستقيل: “لا يمكن القول إن هذا القرار يأتي بدون أي عواطف. ولكنني أشعر أيضًا بالارتياح لتسليم المهمة لشخص آخر”.
من المتوقع أن يبدأ النقاش بشأن سقوط الحكومة وتداعياته في وقت لاحق من صباح اليوم، حيث ستتناول المناقشات أسباب الانهيار وسبل المضي قدما في الفترة المقبلة.
وتعود أسباب سقوط الحكومة إلى سياسة الهجرة، حيث اندلعت مناقشات مستمرة على مدار أشهر حول التدابير اللازمة لتقليل تدفق طالبي اللجوء. وعلى إثر عدم التوصل إلى توافق بين الأحزاب الأربعة التي تشكل الائتلاف الحاكم، تم اتخاذ قرار بحل الحكومة. وخاصة، كان حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) بزعامة روته وحزب الاتحاد المسيحي (CU) هما الحزبان الذين تباينت آراؤهما في هذا الشأن.
مارك روته
مارك روته هو سياسي هولندي وزعيم حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD)). ولد في 14 فبراير 1967 في مدينة لاهاي في هولندا. شغل منصب رئيس الوزراء الهولندي لأول مرة في عام 2010 واستمر في هذا المنصب حتى عام 2023. وهو أطول فترة لرئاسة وزراء هولندا منذ الحرب العالمية الثانية.
روته هو عضو في حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) منذ سنوات عديدة وشغل مناصب عدة في الحزب قبل أن يصبح زعيما له في عام 2006. يُعتبر روته سياسيا محافظا وينتمي إلى الاتجاه الاقتصادي الليبرالي. تركزت سياساته على الاقتصاد والمالية والهجرة والأمن.
روته كان يشغل منصب رئيس الوزراء أثناء فترة مهمة صعبة لهولندا، حيث تعامل مع أزمات مالية وسياسية مثل الأزمة المالية العالمية وأزمة الديون الأوروبية. وعُرف بقدرته على التفاوض وتشكيل التحالفات السياسية.
وقد أعلن روته في يوليو 2023 أنه سيغادر الساحة السياسية ولن يترشح لمنصب رئيس الوزراء في الانتخابات القادمة. تأتي هذه الخطوة بعد سقوط حكومته الرابعة بسبب الخلافات حول سياسة الهجرة في هولندا.
تأتي استقالة روته بعد فترة حكم طويلة ومليئة بالتحديات، حيث شغل منصب رئيس الوزراء منذ عام 2010. ومع استقالته، يترك روته خلفه فراغا سياسيا كبيرا في البلاد.