فيلدرز يهدد بالانسحاب من الائتلاف الحاكم بسبب خلاف حول قانون أزمة اللجوء
ألمح خيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية (PVV) الهولندي، إلى إمكانية انسحاب حزبه من دعم الحكومة إذا لم تدعم الأحزاب الأخرى في الائتلاف اقتراح استخدام السلطات الطارئة لإعلان “أزمة” في نظام اللجوء. هذه الخطوة تأتي في وقت يتزايد فيه الضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات صارمة تجاه قضايا اللجوء.
خلاف حول قانون الطوارئ “أزمة اللجوء”
تدعو أحزاب المعارضة إلى تمرير قانون اللجوء باستخدام الإجراءات السريعة، مما سيسمح للبرلمان بمراجعة الخطة والتصويت عليها قبل التنفيذ. ومع ذلك، يسعى حزب فيلدرز ووزيرة اللجوء مارجولين فابر إلى تفعيل السلطات الطارئة كخطوة أولى نحو فرض ما وصف بأنه “أشد نظام لجوء على الإطلاق”، والذي يتضمن شروطًا أكثر صرامة للدخول وتوفير إقامة أساسية فقط للاجئين.
لكن خلال مناقشة الميزانية الأخيرة، أظهرت تقارير أن المسؤولين الحكوميين حذروا من أن هذه الخطة قد تكون غير قانونية ومن المرجح أن تُلغى في المحاكم. وأعربت المستشارة القانونية للحكومة عن مخاوفها، مشيرة إلى أن الوضع الحالي لا يرقى إلى مستوى “الأزمة الخارجية” التي تبرر استخدام تلك السلطات الطارئة، مثل الحروب أو الأوبئة أو الكوارث الطبيعية.
رفض شريك الائتلاف ودعوة للمراجعة القانونية
حزب “العقد الاجتماعي الجديد” (NSC)، أحد شركاء الائتلاف، أكد أنه لن يدعم تنفيذ هذه الإجراءات إلا إذا تمت الموافقة عليها من قبل مجلس الدولة، الجهة الاستشارية القانونية للحكومة. وقد تسبب هذا الموقف في تصاعد التوتر بين الأحزاب.
وقال فيلدرز للصحفيين: “إذا لم يتم اتخاذ قرار بتفعيل السلطات الطارئة، فإن دعمنا ليس مضمونًا، وحينها ستكون لدينا مشكلة كبيرة. نأمل أن لا تصل الأمور إلى هذا الحد”.
أزمة دعم حزب العقد الاجتماعي الجديد وتقدم حزب الحرية
يعد حزب الحرية أكبر أحزاب الائتلاف، إذ يمتلك 37 مقعدا في البرلمان. وفي حال انسحابه من الائتلاف، من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى انتخابات جديدة. جاء تصريح فيلدرز في وقت أظهرت فيه استطلاعات الرأي تراجعا كبيرا في دعم حزب العقد الاجتماعي الجديد ”NSC”، حيث انخفضت نسبة تأييده إلى 2% فقط، مما قد يقلل عدد نوابه من 20 إلى ثلاثة.
وفي المقابل، أظهرت الاستطلاعات تقدم حزب فيلدرز، إذ ارتفع عدد مقاعده إلى 41، بزيادة أربعة مقاعد منذ الانتخابات الأخيرة في نوفمبر. وبحسب التوقعات، فإن الائتلاف الحالي، المكون من أربعة أحزاب، لن يحقق الأغلبية في البرلمان، حيث سيحصل فقط على 74 مقعدا من أصل 150.
تصريحات فيلدرز عن سياسة اللجوء
علق فيلدرز على تراجع شعبية حزب العقد الاجتماعي الجديد ”NSC” قائلًا: “لا أكون سعيدا بخسائر الآخرين، وأتمنى أن يحقق شركاؤنا في الائتلاف نتائج جيدة. لكن ربما يشير هذا التراجع إلى شيء يتعلق بأداء الأسبوع الماضي، وخاصة التراجع عن قانون الطوارئ”.
وأضاف: “الناخبون في جميع أنحاء هولندا، وخاصة الذين صوتوا لحزبي، يريدون مسارا محددا في سياسة اللجوء، وأعتقد أن هذا ما يجب أن نلتزم به”.
خلال مناقشة الميزانية، أثارت نيكولين فان فرونهوفن، الزعيمة المؤقتة لحزب ”NSC”، غضب شركائها في الائتلاف عندما طالبت بالاستناد إلى الحقوق الدستورية لأعضاء البرلمان للاطلاع على الوثائق الحكومية، مما أجبر رئيس الوزراء ديك شوف على الكشف عن النصائح القانونية التي قدمها المسؤولون الحكوميون. وقد أكدت هذه النصائح عدم وجود أساس قانوني لاستخدام السلطات الطارئة في ظل الظروف الحالية.
رفضت فان فرونهوفن التعليق على ما إذا كانت قراراتها أو غياب زعيم الحزب بيتر أومزيخت، الذي يتعافى حاليا من المرض، وراء تراجع شعبية حزبها. واختتمت تصريحها بالقول: “نحن ملتزمون بالقرارات التي تم اتخاذها في اتفاق الائتلاف، وقلنا ذلك مرارا وتكرارا”.