عودة عشرات اللاجئين السوريين طوعاً من هولندا إلى سوريا

أعلنت وزيرة اللجوء والهجرة الهولندية، مارولين فابر، أن عشرين لاجئاً سورياً عادوا هذا الأسبوع طوعاً ونهائياً إلى سوريا بعد فترة من الإقامة في هولندا. وأوضحت الوزيرة أن العائدين حصلوا على دعم من خدمة العودة والمغادرة (DTenV)، وهي الهيئة المسؤولة عن تنظيم ومساعدة الراغبين في العودة إلى بلدانهم الأصلية.
ويشمل هؤلاء العائدين سوريين كانوا يحملون تصاريح إقامة مؤقتة، بالإضافة إلى آخرين كانوا في انتظار معالجة طلبات اللجوء الخاصة بهم. وبحسب الوزيرة فابر، هناك حالياً 160 طلباً للعودة قيد المعالجة لدى خدمة العودة والمغادرة، مع توقعات بمغادرة عشرين سورياً إضافياً الأسبوع المقبل. وأكدت فابر أن “الأعداد لا تزال صغيرة، لكن من المتوقع أن تزداد في المستقبل القريب”، مشددة على التزامها بتسهيل هذه العمليات.
سقوط نظام الأسد وتأثيره على طلبات اللجوء
تأتي هذه التطورات بعد سقوط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي، عقب تقدم سريع لمقاتلي هيئة تحرير الشام. وأدى هذا التحول السياسي إلى فرار الأسد من البلاد، منهياً بذلك حكمه الذي استمر 24 عاماً. وقد شهدت سوريا، منذ اندلاع الثورة خلال الربيع العربي في عام 2011، حرباً دامية أسفرت عن فرار ملايين السوريين إلى دول الجوار، وخاصة تركيا، بينما اتجه مئات الآلاف إلى أوروبا بحثاً عن الأمان.
وفي أعقاب سقوط النظام السوري، أعلنت فابر في ديسمبر الماضي تعليق البت في طلبات اللجوء المقدمة من السوريين لمدة ستة أشهر، وهو القرار الذي اتخذته أيضاً عدة دول أوروبية أخرى، في انتظار تقييم الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا.
شروط العودة ودعم العائدين
أوضحت وزارة اللجوء والهجرة أن الدعم المقدم للعائدين يقتصر فقط على السوريين الراغبين في العودة بشكل دائم إلى وطنهم. ويشترط على هؤلاء التخلي عن تصاريح الإقامة المؤقتة في هولندا، حيث يمكنهم الحصول على ما يصل إلى 900 يورو نقداً لتغطية نفقات عودتهم. كما تساعد خدمة العودة والمغادرة في تنظيم ترتيبات السفر، لكنها لا تقدم دعماً للزيارات العائلية أو الرحلات المؤقتة لجمع الممتلكات.
ويُطلب من العائدين توقيع وثيقة رسمية تؤكد أن عودتهم تمت طوعاً وبمحض إرادتهم. كما يتعين على كل من يستخدم هذه الخدمة سحب طلبات اللجوء أو تصاريح الإقامة الخاصة به. وحتى الآن، لا توجد إحصاءات دقيقة حول عدد السوريين المقيمين في هولندا الذين عادوا إلى سوريا بشكل مؤقت دون الاستعانة بخدمة العودة والمغادرة.
تأتي هذه التطورات وسط نقاش أوسع في أوروبا حول مستقبل اللاجئين السوريين بعد التحولات السياسية في بلادهم، ومدى استعدادهم للعودة في ظل استمرار التحديات الأمنية والاقتصادية.