العثور على جثة الناشط مازن حمادة في سجون الأسد بعد اختفائه في هولندا
عُثر على جثة الناشط السوري المعارض مازن حمادة داخل أحد سجون نظام الأسد، بعد سنوات من عودته إلى سوريا قادماً من أوروبا. حمادة، الذي لجأ إلى هولندا بعد سلسلة اعتقالات وتعذيب وحشي في سجون النظام، أصبح رمزاً دولياً للمعتقلين السوريين قبل أن يختفي فور وصوله إلى دمشق في عام 2020.
اكتشاف الجثث في مستشفى حرستا
تداول ناشطون صوراً مروعة لعشرات الجثث التي عُثر عليها في مستشفى حرستا بريف دمشق. وأفادوا بأنها تعود لسجناء أعدمهم النظام في سجن صيدنايا سيئ السمعة. من بين الجثث، تم التعرف على جثة مازن حمادة، الذي اعتقله النظام مع بداية الثورة عام 2011 عدة مرات، قبل إطلاق سراحه عام 2014 بعد ثلاث سنوات من الاعتقال والتعذيب.
مسيرة حمادة النضالية
مازن حمادة، ابن محافظة دير الزور والذي عمل سابقاً في شركة نفط أجنبية، عُرف بشجاعته في كشف انتهاكات النظام. قدم شهادات مؤثرة أمام وسائل الإعلام وفي أفلام وثائقية ومؤتمرات دولية، مسلطاً الضوء على ظروف الاعتقال والتعذيب الوحشية في سجون الأسد، بما في ذلك وصفه لما يُعرف بـ”المسالخ البشرية”. ساهم أيضاً في جهود دولية لمحاكمة النظام.
بعد حصوله على اللجوء في أوروبا، أصبح حمادة رمزاً للنضال السوري، واكتسب لقب “الميت المتكلم” بسبب وجهه الحزين وآثار التعذيب التي ظلّت تلاحقه. لكنه عاد فجأة إلى دمشق في عام 2020، حيث اختفى فور وصوله إلى المطار، مما أثار تساؤلات حول قراره المثير للجدل.
لغز عودته إلى سوريا
قرار حمادة بالعودة إلى سوريا ظل موضع جدل حتى الآن. بينما أشار البعض إلى أنه عاد لزيارة عائلته بناءً على “تطمينات” من النظام بعدم التعرض له، رأى آخرون أنه كان يعاني من اكتئاب شديد دفعه لاتخاذ هذا القرار المصيري. ظهرت حالته النفسية في مقاطع فيديو بثها قبل عودته، حيث بدت عليه علامات الاضطراب.
ردود فعل على وفاته
عقبت الصحفية ورد نجار على وفاته بقولها: “قتلوا مازن حمادة عدة مرات… مات قلبه وعقله وشعوره كل على حدة، لكنه سيبقى حياً في ذاكرة الأجيال القادمة.” كما استعاد ناشطون مقاطع فيديو قديمة له أكد فيها إصراره على محاسبة جلاديه، قائلاً: “الله سيحاسبهم، وسأسعى لجلبهم إلى المحاكم ولو كلفني ذلك حياتي.”
إرث مازن حمادة
رغم النهاية المأساوية، ستظل قصة مازن حمادة شاهداً على معاناة آلاف المعتقلين والمختفين قسرياً في سجون النظام السوري، ورمزاً للإصرار على كشف الحقيقة وتحقيق العدالة.