اقتصادالعالم

ترامب يعلن تجميد الرسوم الجمركية الإضافية ويستثني الصين

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن رفع الرسوم الجمركية على الصين بنسبة غير مسبوقة بلغت 125%، مؤكداً أن القرار سيدخل حيز التنفيذ فوراً. هذا التصعيد الجديد يأتي، بحسب ترامب، كرد على ما وصفه بـ”عدم احترام الصين لقواعد الأسواق العالمية”، مشدداً على أن “أيام تمزيق الولايات المتحدة ودول أخرى قد ولّت، ولم تعد مقبولة أو قابلة للاستمرار”.

وأكد ترمب أن أكثر من 75 دولة بادرت بالتواصل مع واشنطن للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية الجديدة، وهو ما اعتبره دليلاً على فعالية استراتيجيته في الضغط الاقتصادي. وضمن هذه السياسة، أعلن عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً على الدول التي لم تتخذ أي إجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة، في خطوة تهدف إلى فتح المجال أمام مفاوضات قائمة على “حسن النية”.

موقف الإدارة الأمريكية

من جانبه، أوضح وزير الخزانة الأمريكي أن هذا القرار نابع مباشرة من الرئيس ترامب، وليس مرتبطاً بأي اضطرابات في الأسواق المالية، نافياً أن تكون الخطوة رداً على تحركات البورصة. وأضاف أن الوقف المؤقت يشمل دولاً مثل كندا والمكسيك، وأن الإدارة مستعدة للاستماع إلى أي دولة لم تبادر بإجراءات انتقامية، مشيراً إلى أن الصين وحدها هي من تواصل التصعيد، بينما تسعى واشنطن إلى شراكات تجارية عادلة.

وفي ذات السياق، أكد البيت الأبيض أن رفع الرسوم الجمركية يأتي كرد مباشر على ما وصفه بـ”الانتقام الصيني” ضد المصالح الأمريكية، وشدد على أن الدول حول العالم بدأت تدرك أهمية السوق الأمريكية، حيث تلقت الإدارة اتصالات من دول ترغب بإبرام صفقات تجارية جديدة نظراً لما تمثله السوق الأمريكية من استقرار وجاذبية.

تداعيات اقتصادية

بالتوازي مع هذه التطورات، شهد مؤشر داو جونز ارتفاعاً قياسياً تجاوز 2000 نقطة عقب الإعلان عن التجميد المؤقت لبعض الرسوم، وهو ما يعكس ثقة الأسواق في أن هذه الخطوات قد تفتح المجال لتفاهمات تجارية مستقبلية.

في المقابل، حذرت منظمة التجارة العالمية من أن انقسام الاقتصاد العالمي إلى كتلتين متنافرتين، كما قد تؤدي إليه هذه السياسات، قد يتسبب بانخفاض طويل الأمد في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تصل إلى 7%.

الرسائل إلى الصين والعالم

وجه وزير الدفاع الأمريكي رسالة تهدئة، مؤكداً أن بلاده لا تسعى إلى نزاع مع الصين، وأن احتمالات التصعيد تتراجع كلما زادت قوة الولايات المتحدة. أما وزير الخزانة، فأوضح أن الإدارة الأمريكية لا تعتبر ما يجري “حرباً اقتصادية”، بل رد فعل على تصعيد بدأته بكين، لافتاً إلى أن واشنطن لا تزال منفتحة على الحوار.

وفي ختام التصريحات، أشار وزير الخزانة إلى أن ما تقوم به الصين قد يضر باقتصادها أكثر مما يضر بالاقتصاد الأمريكي، مؤكداً أن واشنطن ستواصل التفاوض بحسن نية وتتوقع أن تبادلها الدول الأخرى نفس الروح، ومجدداً دعوته إلى عدم اتخاذ أي إجراءات انتقامية.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات