النائبة إسماح لحلاح ترد بقوة على تصريحات وزيرة الهجرة العنصرية: “الحجاب حريتي”
“الحجاب خيار حر”.. ردت النائبة إسماح لحلاح بشكل مؤثر وقوي على تغريدة وزيرة الهجرة التي اعتبرت عنصرية خلال مناظرة برلمانية مشحونة بالتوتر وهي الأولى منذ تولي الحكومة الهولندية الجديدة مهامها. وفي الوقت ذاته، أكد رئيس الوزراء الهولندي، ديك سخوف بأنه سيكون رئيس وزراء لكل الهولنديين ولن يستبعد أحداً.
أول اختبار لسخوف في البرلمان: مواجهة اتهامات العنصرية والتوترات السياسية
خلال أول جلسة مناقشة له في البرلمان الهولندي، تعرض رئيس الحكومة سخوف لانتقادات حادة من قبل بعض أعضاء المعارضة بسبب تصريحات مثيرة للجدل من وزراء حزب الحرية اليميني المتطرف (PVV). وعلى الرغم من تأكيده على أن حكومته لن تستبعد أحدا، وثقته في جميع أعضاء فريقه، إلا أن نواب المعارضة الممثلة بأحزاب اليسار والعمال والديمقراطيين ”D66” لم تكن راضية عن ذلك.
وفيما بدأ التوتر يظهر لأول مرة، أكد رئيس الوزراء الذي لا ينتمي لأي كتلة حزبية في البرلمان وهي سابقة في هولندا، قائلاً: “لا يوجد عنصريون في هذه الحكومة كما أكدت سابقا. ولكنني أختار كلماتي بعناية… أنا رئيس وزراء لكل شخص في هولندا ولا أستبعد أحدا.”
من جانبه، انتقد زعيم حزب الحرية الهولندي، خيرت فيلدرز، رد فعل سخوف، وغرد فيلدرز على الفور قائلاً إنه يعتقد أن رد سخوف كان “ضعيفا”. وأشار إلى أنه كان سيكون “غاضبا” لو كان في موقفه.
من ناحية أخرى، أثارت تصريحات بعض وزراء حزب الحرية الهولندي قبل تشكيل الحكومة الجديدة جدلًا واسعًا بسبب استخدامهم لمصطلحات يمينية متطرفة. قامت فابر بالابتعاد عن استخدام مصطلح “التبديل السكاني” (omvolking)، الذي يرتبط تاريخيا بالنازية.
وفي محاولته للتشديد على مبادئ حكومته، صرح سخوف قائلاً: “أنا واثق من عدم وجود عنصريين بين أعضاء الحكومة، وأنهم لن يتحدثوا عن ”التبديل السكاني”، ولن يكون هذا جزءا من سياسة حكومتي.”
إسماح لحلاح ترد بقوة على تصريحات فابر العنصرية: “الحجاب خيار حر”
تطالب أحزاب المعارضة رئيس الحكومة باتخاذ موقف أكثر وضوحا من تصريحات وزراء حزب الحرية الهولندي (PVV) بشأن النساء اللواتي يرتدين الحجاب واستخدام مصطلح “التبديل السكاني omvolking”النازي. لكن سخوف لم يكن مستعدا لتقديم أكثر من تأكيده أن الحكومة متاحة للجميع.
وفي يوم الأربعاء، صرحت وزيرة الهجرة فابر ووزيرة الصحة أخيما من وكلاهما ينتمي إلى حزب الحرية اليميني المتطرف المعادي للإسلام في مقابلة مع شبكة ‘أر تي ل نيوز” بأنهما لا يدعمان ارتداء الحجاب، ويعتقدان أنه من الأفضل أن تخلعه النساء المسلمات ليتذوقن الحرية، على حد تعبيرهما.
خلال الجلسة، أشار زعيم الديمقراطيين ”D66”، روب يتن، إلى منشور حديث لفابر على وسائل التواصل الاجتماعي، وصفت فيه لحلاح بأنها “حجاب حزب العمال الهولندي”. دعا يتن رئيس الحكومة ليتخذ موقفا ضد هذا التصريح.
رد سخوف قائلاً للنائبة: “لا يهمني على الإطلاق أنك ترتدين حجابا. أنت بالنسبة لي مجرد إنسانة.”
وفي رد عاطفي مؤثر وبقوة، أكدت النائبة إسماح لحلاح: “لمدة يومين، كان الأمر حول الحجاب. كامرأة بحجاب في هذا البرلمان، أقول: أنا أرتدي الحجاب وهذا خيار حر وهذه حياتي… ولكل فتاة ترتدي الحجاب وتتأثر… لا يخدعك أحد هذا خيارك ويمكنك أن تحققي أي شيء ترغبين فيه.” تبع ذلك تصفيق طويل من الأعضاء في البرلمان، وخرجت لحلاح من القاعة متأثرة قد غالبتها الدموع…
تعليق جلسة النواب بسبب تغريدة للنائبة أخيما حول الحجاب
نشرت نائبة رئيس الوزراء أخما لقطة شاشة من منشور إنستغرام لعمدة أمستردام هالسما حول النقاش الذي دار صباح اليوم بجانب مقال سابق مع هالسما من قبل خمسة عشر عاما. قالت حينها كعضوة في البرلمان من حزب اليسار الأخضر إنها “لا تستطيع الانتظار للحظة التي تخلع فيها النساء حجابهن بحرية”.
تصاعد النقاش بعد تغريدة أخما، مما أدى إلى انتقادات حادة من الأحزاب المعارضة والأحزاب الحكومية أيضا.
ووجه النائب روب يتين تساؤل عن رؤية الحكومة حول ذلك، وأكد سخوف أن الجميع مرحب بهم في هولندا مع أو بدون حجاب، لكنه أشار إلى أن أخما لديها رأي مختلف. بناءً على اقتراح زعيم الحزب الديمقراطي روب يتين، انسحب رئيس الوزراء سخوف للتشاور مع نواب رئيس الوزراء.
بعد تعليق الجلسة، عاد سخوف ونواب رئيس الوزراء إلى القاعة بعد تعليق دام نصف ساعة، حيث قررت الحكومة أنه على المسؤولين عدم التغريد أثناء النقاشات. رئيس الوزراء أكد أن الموقف الحكومي لا يتغير بشأن الحجاب، معربا عن ثقته في أعضاء الحكومة. وفس المقابل انتقد روب يتين تقويض سلطة سخوف من قبل أخما وفيلدرز، مشيرا إلى أن تغريدة أجما لا تزال موجودة. داسن من حزب فولت وصف الوضع بالغير مسبوق، وأعربت ميريام بيكر عن أن هذا سيء للبلد ومحرج.
واتهمت ديلان يشلغوز زعيمة حزب الشعب الديمقراطي المنخرط في الائتلاف أن زميلها فيلدرز هو من يقف وراء تغريدة أخما، رد فيلدرز بغضب قائلاً: “اتهام زائف وقذر”. الموضوع استمر على مدار النهار مع تأكيد رئيس الوزراء على أن حكومته تحترم حرية الاختيار في ارتداء الحجاب لأسباب دينية.