
قرر البنك المركزي الأوروبي (ECB) خفض أسعار الفائدة مرة أخرى، وذلك في ظل المخاوف المتزايدة بشأن الاقتصاد الأوروبي. هذا التخفيض لا يعود فقط إلى تحسن الوضع التضخمي في منطقة اليورو، بل أيضاً إلى تزايد القلق من تباطؤ النمو الاقتصادي. وقد جاء قرار الخفض بعد أن شهدت الأجور تباطؤاً في وتيرة زياداتها، مما دفع البنك لاتخاذ هذه الخطوة للمرة الثالثة منذ شهر يونيو الماضي.
وبهذا الخفض الجديد، وصلت أسعار الفائدة إلى 3.25%. وكانت الفائدة قد بلغت مستوى قياسياً بلغ 4% في يونيو، عندما بدأ البنك في تقليصها بهدف دعم النمو. وفي الاجتماع الذي عُقد في العاصمة السلوفينية ليوبليانا، قرر البنك المركزي خفض الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية.
خفض أسعار الفائدة مع تراجع التضخم واستمرار المخاوف
رفع البنك المركزي الأوروبي الفائدة العام الماضي إلى مستويات قياسية لكبح الارتفاع الحاد في الأسعار بمنطقة اليورو. كانت تلك الخطوة تهدف إلى تقليل القدرة على الاقتراض وتشجيع الشركات والأفراد على تقليل الإنفاق، وهو ما كان يعتقد أنه ضروري لتخفيف حدة التضخم. وبمرور الوقت، بدأت تلك الإجراءات تؤتي ثمارها، إذ انخفض التضخم إلى مستويات أكثر اعتدالاً.
في سبتمبر الماضي، سجل معدل التضخم في منطقة اليورو 1.7%، مما يشير إلى أن مسار الانخفاض يسير وفقاً للتوقعات. وأكد البنك المركزي الأوروبي في بيانه أن “البيانات التضخمية الواردة تُظهر أن عملية خفض التضخم تسير بشكل جيد”. ومع ذلك، لا تزال بعض الدول الأوروبية، مثل هولندا وبلجيكا، تعاني من مستويات تضخم أعلى نسبياً حيث سجلتا 3.3% و4.3% على التوالي.
على الرغم من تحسن وضع التضخم، إلا أن المخاوف الاقتصادية بدأت تطغى على قرارات البنك المركزي الأوروبي. فقد تراجعت الطلبات في قطاع الصناعة التحويلية، خاصة نتيجة لانخفاض الصادرات. وتواجه العديد من الصناعات، مثل صناعة السيارات الأوروبية، تحديات كبيرة، ما دفع بعض الشركات إلى التفكير في إغلاق المصانع وتسريح العمال.
في مواجهة هذه التحديات، قرر البنك المركزي الأوروبي تخفيف القيود المالية قليلاً لدعم الاقتصاد. وأشارت رئيسة البنك، كريستين لاغارد، إلى “مفاجآت سلبية في مؤشرات النشاط الاقتصادي”، مؤكدة أن الوضع الاقتصادي الحالي يتطلب اتخاذ تدابير جديدة.
من المتوقع أن تقدم لاغارد المزيد من التفاصيل حول قرار خفض الفائدة في مؤتمر صحفي لاحق، حيث ستشرح التحديات الاقتصادية التي دفعت البنك إلى هذا القرار، بالإضافة إلى توقعاته للأشهر المقبلة.