الثقة في الحكومة الهولندية ترتفع مقارنة بالعام الماضي والمخاوف الاقتصادية تتراجع
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى ارتفاع مستوى الثقة في الحكومة الهولندية مقارنة بالعام الماضي، مع تراجع في المخاوف المتعلقة بالوضع الاقتصادي. يأتي ذلك مع استعداد الحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء ديك سخوف لإعلان أول ميزانية لها منذ توليها السلطة قبل شهرين.
وفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة “إبسوس” لصالح هيئة الإذاعة الهولندية ”NOS”، أعرب 44% من المشاركين عن ثقتهم في السياسيين بشكل عام، بينما أبدى 42% ثقتهم في الحكومة الجديدة بقيادة سخوف. هذه الأرقام تعد تحسنا ملحوظا مقارنة بالعام الماضي، حيث كانت الثقة في الحكومة المؤقتة بقيادة رئيس الوزراء السابق مارك روته لا تتجاوز 24%، بعد أن انهارت حكومته على خلفية خلاف حول قوانين الهجرة.
تحول كبير بين الناخبين ذوي التعليم العملي
أظهرت النتائج أن أكبر تحول في الثقة جاء من الناخبين ذوي التعليم “المنخفض” أو العملي، حيث بلغت نسبة الثقة في الحكومة الحالية 49%، مقارنة بنسبة 17% فقط قبل عام. هؤلاء الناخبون كانوا أيضا أكثر ميلا لدعم حزب الحرية (PVV) بقيادة خيرت فيلدرز، الذي أصبح أكبر حزب في البرلمان بعد الانتخابات الأخيرة في نوفمبر الماضي. أما خريجو الجامعات، فقد أبدوا دعمهم بشكل أكبر لحزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) اليميني الليبرالي، وتحالف اليسار بين حزب الخضر وحزب العمل (GroenLinks-PvdA).
في المقابل، لم تشهد الثقة بين الناخبين ذوي التعليم العالي أي تغير عن العام الماضي، حيث ظلت عند 34%. أما الناخبون ذوو التعليم “المتوسط” أو المهني، فقد شهدت مستويات ثقتهم في الحكومة زيادة طفيفة لتصل إلى 38%.
تراجع المخاوف الاقتصادية
على الصعيد الاقتصادي، أبدى الناخبون مواقف أقل تشاؤما مقارنة بالعام الماضي، رغم استمرار الحذر العام. أظهرت النتائج أن 10% فقط من المشاركين يشعرون بالتفاؤل حيال المستقبل المالي، مقارنة بـ 12% في العام السابق. لكن من الجانب الإيجابي، انخفضت نسبة المتشائمين بشأن الاقتصاد من 44% إلى 37%.
كما ارتفعت نسبة الأشخاص الذين يشعرون بالراحة المالية إلى 59%، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله خلال العقد الأخير. ومع ذلك، لا يزال 9% من المشاركين يعانون من صعوبة في تغطية نفقاتهم، في حين أظهرت الدراسة أن الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا كانوا الأكثر عرضة للقلق بشأن أوضاعهم المالية.
تأتي هذه النتائج في وقت حساس، حيث تنتظر الحكومة الجديدة دعما شعبيا مع اقتراب إعلان ميزانيتها الجديدة، وسط تحسن طفيف في ثقة الناخبين واستقرار في المشاعر الاقتصادية.