ارتفاع معدلات التوظيف بين اللاجئين في هولندا

تشهد هولندا تحولات ملموسة في أوضاع اللاجئين المعترف بهم، والمعروفين بحاملي تصاريح الإقامة، حيث أصبح العمل يشكل تدريجياً المصدر الأساسي للدخل كلما طالت مدة إقامتهم في البلاد. هذا ما أظهرته أحدث البيانات الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء (CBS)، والتي تعكس تغيرا إيجابيا في مسار اندماج هذه الفئة داخل المجتمع الهولندي.
اللاجئين في هولندا من الاعتماد على الإعانات إلى سوق العمل
عند حصولهم على تصاريح الإقامة، كان معظم حاملي التصاريح الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما يعتمدون بشكل شبه كامل على الإعانات الاجتماعية، أو لم يكن لديهم أي مصدر دخل على الإطلاق، وفقاً لمكتب الإحصاء المركزي. فعلى سبيل المثال، في عام 2014، كان نحو 85% من حاملي التصاريح الجدد يعتمدون على الإعانات في عامهم الأول. ومع مرور الوقت، بدأت هذه النسبة في التراجع، بالتزامن مع دخول المزيد من هذه الفئة إلى سوق العمل.
وبعد سبع سنوات من الإقامة، أصبح العمل هو المصدر الرئيسي للدخل لحاملي تصاريح الإقامة الذين حصلوا على تصاريحهم في الأعوام 2014، 2015 و2016. وفي عام 2023، أي بعد تسع سنوات من إصدار تصاريح إقامة 2014، بلغت نسبة من أصبح العمل مصدر دخلهم الأساسي نحو 47%. هذا التوجه يُظهر بوضوح التحول التدريجي من الاعتماد على الرعاية الاجتماعية إلى الاعتماد على الذات من خلال العمل.
القادمون الجدد يندمجون أسرع
المثير للاهتمام هو أن حاملي تصاريح الإقامة في السنوات الأخيرة أظهروا قدرة أسرع على دخول سوق العمل مقارنة بمن سبقهم. فمن بين من حصلوا على تصاريحهم في عام 2020، أصبح 31% منهم في وظائف مدفوعة الأجر بحلول عام 2023. وفي المقارنة، فإن 27% من حاملي تصاريح 2016 وجدوا عملاً بعد ثلاث سنوات، في حين لم تتجاوز النسبة 19% لدى المجموعة التي حصلت على تصاريحها في 2014.
عوامل مؤثرة في سرعة الاندماج
هذا التحول السريع في السنوات الأخيرة يُعزى إلى عدة عوامل محتملة، من بينها تحسين سياسات الاندماج، وتوفير فرص تدريب وتأهيل مهني، بالإضافة إلى تطور البرامج الحكومية التي تهدف إلى تسريع دخول اللاجئين إلى سوق العمل. كما أن طبيعة سوق العمل الهولندي والانفتاح على العمالة المهاجرة قد لعبا دورًا في دعم هذا المسار.
من المهم الإشارة إلى أن عدم اعتبار العمل مصدرا رئيسيا للدخل لا يعني بالضرورة غياب العمل تماما، إذ أن بعض حاملي التصاريح، خصوصا الطلاب، قد يكون لديهم وظائف جزئية إلى جانب دراستهم، ما يجعل الإعانات أو المنح الدراسية هي مصدرهم الرئيسي للدخل.
والجدير بالذكر، بين عامي 2014 ويونيو 2024، حصل أكثر من 280 ألف طالب لجوء على تصريح إقامة لجوء حسب بيانات إدارة الهجرة والتجنيس، وكان معظمهم من سوريا (157 ألفا)، تليها إريتريا (37 ألفا). كما شمل آخرون قادمين من تركيا، أفغانستان، واليمن.