أخبار هولنداعلوم وتكنولوجيا

إقبال متزايد على أدوية خسارة الوزن في هولندا

أفادت مصادر طبية في هولندا بأن وصفات أدوية خسارة الوزن قد شهدت زيادة كبيرة هذا العام، حيث بلغت قيمة مبيعات هذه الأدوية نحو 31 مليون يورو خلال الأشهر التسعة الأولى من 2024، وفقاً لبيانات وكالة الإحصاءات الطبية الهولندية (SFK). وتعد هذه الزيادة في الوصفات بنسبة 40% بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، إذ ارتفع عدد مستخدمي الأدوية من 24,000 إلى 34,000 مستخدم.

ارتفاع وصفات أدوية خسارة الوزن بنسبة 40% في هولندا

أشارت صحيفة التلغراف الهولندية في تقرير لها إلى أن أدوية مثل Ozempic وSaxenda وWegovy، المستخدمة للمساعدة في خسارة الوزن، أصبحت محط اهتمام متزايد لدى شريحة واسعة من الهولنديين، وذلك في ظل انتشار السمنة وزيادة معدلات الوزن الزائد بين السكان. وأعرب خبير الاقتصاد الصحي بجامعة VU، ألكسندر كولمان، عن عدم استغرابه من هذه الزيادة، مفسراً ذلك بانتشار استخدام هذه الأدوية على نطاق واسع في الولايات المتحدة، حيث يستخدمها الآن واحد من كل ثمانية أمريكيين. وأوضح كولمان أن توفير تمويلات أكبر من قبل شركات التأمين الصحي لهذه الأدوية، بالإضافة إلى الحد الأدنى من الآثار الجانبية، قد يؤدي إلى انتشار مماثل في هولندا.

نصف السكان يعانون من زيادة الوزن

تظهر بيانات وكالة الإحصاءات الوطنية (CBS) أن حوالي نصف السكان في هولندا يعانون من زيادة الوزن، مما يتسبب في تكاليف اجتماعية تصل إلى 80 مليار يورو سنوياً. وتكشف الإحصاءات أن 16% من السكان يعانون من السمنة المفرطة، مما يعزز الحاجة إلى حلول فعالة في مجال مكافحة الوزن الزائد.

شروط صارمة لتغطية تكاليف العلاج

تتحمل شركات التأمين الصحي حالياً تكاليف العلاج بهذه الأدوية فقط للمرضى الذين لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) يتجاوز 35، ولديهم مشكلات صحية أخرى كمرض السكري. ويُطلب من المرضى الذين يتلقون العلاج التزام برنامج تحسين نمط الحياة لمدة عام كامل. هذا الوضع الصعب دفع حوالي 15,000 شخص إلى دفع تكاليف العلاج بأنفسهم، وذلك من خلال التسجيل في عيادات متخصصة تقدم خدمات العلاج مقابل رسوم تصل إلى 3,500 يورو سنوياً.

خطط وطنية للحد من السمنة

في عام 2018، أطلقت الحكومة الهولندية خطة وطنية للوقاية تهدف إلى خفض نسبة الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن إلى 38% من إجمالي السكان، وذلك ضمن إطار “الاتفاق الوطني للوقاية”. إلا أن التحديات لا تزال قائمة؛ فحسب الإحصاءات، نسبة البالغين الذين يعانون من السمنة، بمؤشر كتلة جسم يزيد عن 30، قد بلغت الآن ثلاثة أضعاف النسبة المسجلة في ثمانينيات القرن الماضي.

يبدو أن الاعتماد المتزايد على أدوية خسارة الوزن في هولندا يعكس اتجاهاً متنامياً نحو البحث عن حلول طبية لمعالجة السمنة، خصوصاً مع تزايد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بارتفاع معدلات الوزن الزائد.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات