أزمة نقص السكن تتفاقم في هولندا وتوقعات باستمرارها حتى عام 2028
تشهد هولندا نقصا حادا في السكن خلال السنوات الأخيرة، ومن المتوقع ألا يتحسن الوضع حتى عام 2028، وفقا لأحدث الأبحاث.
تشير توقعات وكالة الأبحاث “ABF Research”، المؤسسة التي تقوم بتقييم سنوي للحكومة الهولندية، إلى أن عجز البناء السكني يبلغ حاليا 390,000 منزل، مقارنةً بـ 315,000 منزل في العام الماضي، وهذا يشكل زيادة تقدر بنسبة تقرب من الربع.
على الرغم من أن الحكومة تسعى لبناء 95,000 منزل هذا العام، وفقا للأهداف المحددة، إلا أنه من المتوقع أن تتباطأ وتيرة البناء في السنتين القادمتين لتصل إلى حوالي 78,000 منزل فقط. وقد أعرب الباحثون عن قلقهم إزاء قدرة الحكومة على تحقيق هدفها المطلوب من بناء 900,000 منزل بحلول عام 2030، حيث تقدر وكالة “ABF” العدد الواقعي بحوالي 834,000 منزل.
الطلب المرتفع وقوانين البيئة تساهم في النقص الحاد في السكن بهولندا
تعود أسباب هذه المشكلة إلى الطلب المرتفع على السكن وعجز السلطات المحلية، التي تتحمل مسؤولية التخطيط على نطاق واسع، في تنظيم تصاريح البناء بشكل سريع وفعال. كما أن الالتزام بتقليل انبعاثات أكسيد النيتروز للامتثال للقوانين البيئية الأوروبية يصعّب على المقاولين الحصول على تصاريح بيئية لمشاريعهم.
يتوقع أن تتحسن الوضعية بعد عام 2028، حيث ستتمكن صناعة البناء من اللحاق بالطلب المتزايد على السكن، وقد يتم ذلك من خلال تعديل المشاريع الغير مكتملة. كما أن أن الزيادة السكانية المتسارعة تسهم أيضا في الطلب المتزايد على السكن. ارتفع عدد السكان حوالي 224,000 نسمة في العام الماضي، وذلك نتيجة وصول أكثر من 100,000 لاجئ من أوكرانيا. ولكن هيئة الإحصاء الوطنية (سي بي إس) تتوقع أن يزداد عدد السكان بمقدار 120,000 سنويا في المدى القريب.
اعترف وزير الإسكان هوغو دي يونغ مؤخرا بأن العام المقبل سيكون “صعبا” بالنسبة لبنائي المنازل نظرًا لارتفاع أسعار الفائدة وزيادة التكاليف العامة.
وتلقى خطط دي يونغ لإدخال 90% من الإيجارات السكنية تحت رقابة الإيجار انتقادات من قِبَل المطورين، حيث يرون أن ذلك يعمل كعامل يقلص الحوافز.
ومن المرجح أن يؤثر سقوط حكومة مارك روته على تقدم التشريعات المتعلقة ببناء المنازل. ويقتصر دور الحكومة المؤقتة فقط على تقديم قوانين في المجالات غير المثيرة للجدل.
كان دي يونغ يعمل على مسودة تشريعية لتقليل الوقت الإجمالي المستغرق في بناء منزل جديد من الفكرة إلى الانتهاء. ولكن من المرجح أن ترفع هذه المسودة عن الطاولة الآن.
