العالم

مقدار زكاة الفطر حسب مجلس الإفتاء الأوروبي

يستعد المسلمون في جميع أصقاع الأرض خلال شهر رمضان المبارك لإخراج زكاة الفطر، التي تجب على كل مسلم من كل عام، وهي تسبق يوم الأول من شوال، طهرة للصائم وتعميماً للفرحة، وزكاة للنفوس والأبدان، في هذا المقال نتناول مقدار زكاة الفطر وهل يجوز دفع قيمتها وذلك حسب مجلس الإفتاء الأوروبي؟

وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه فرض زكاة الفطر على المسلمين صاعا من تمر أو صاعا من شعير، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة، أعني صلاة العيد.

السؤال: ما هو مقدار زكاة الفطر؟

قال المجلس الأوروبي للإفتاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم حدد زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير كما في حديث ابن عمر، وفي حديث أبي سعيد الخدري قال: “كنا نخرج صدقة الفطر صاعاً من طعام، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من أقط، أو صاعا من زبيب”، وفي لفظ: “كنا نخرج في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر صاعًا من طعام”، وقال أبو سعيد: “وكان طعامنا الشعير والزبيب والأقط والتمر”.

وأوضح المجلس الأوروبي للإفتاء قد اتفق الفقهاء على أن المتصدق في زكاة الفطر لا يكفيه نصف صاع من هذه الأصناف الأربعة المذكورة في حديث أبي سعيد الخدري، وكذلك ذهب جمهورهم (المالكية والشافعية والحنابلة) إلى أنه لا يكفي أيضا نصف صاع من القمح ونحوه، ولكن الحنفية أجازوا دفع نصف صاع من القمح، وذلك لما قال أبو سعيد الخدري: “فلم نزل نخرجه حتى قدم علينا معاوية بن أبي سفيان حاجّا، أو معتمرا، فكلم الناسَ على المنبر، فكان فيما كلم به الناس أن قال: إني أرى أن مُدَّيْن من سمراء الشام (يعني القمح)، تعدل صاعا من تمر. فأخذ الناس بذلك”. قال أبو سعيد: “فأما أنا فلا أزال أخرجه كما كنت أخرجه، أبدا ما عشت”.

وبحسب ما أشار المجلس الاوروبي للإفتاء :”يساوي الصاع في عصرنا الحاضر بالجرامات حوالي اثنين كيلو وربع كيلو تقريبا من الأرز مثلًا وشبهه، وقد يختلف وزنه قليلاً بحسب نوع الطعام”.

هل استطيع دفع القيمة في زكاة الفطر؟

بعد اطلاع المجلس على البحوث المقدمة في موضوع دفع القيمة في زكاة الفطر، وبعد المناقشات المستفيضة من قبل الفقهاء والخبراء، قرر المجلس ما يلي:

أولاً: أن الأدلة الكثيرة واردة في جواز دفع القيمة في صدقة الفطر، وإلى ذلك ذهب جماعة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المذاهب، حكاه التابعي أبو إسحاق السبيعي عمن أدركهم، وفيهم علي بن أبي طاب والبراء بن عازب وغيرهما، كما أنه قول الحسن البصري وعطاء بن أبي رباح والخليفة عمر بن عبدالعزيز، ومذهب أبي حنيفة وسفيان الثوري والبخاري.

ثانياً: ينبغي للمسلم أن ينظر إلى ما يحقق المصلحة للفقير، فإذا كانت في دفع القيمة دفعها، ويغلب اليوم أن تكون أنفع للفقير وأيسر على المزكي، والعبرة بالقيمة هنا حسب بلد إقامة المزكي، أما في مثل حالة المجاعة والإغاثة، فالأولى أن تدفع طعاما من غالب قوت البلد، أو تدفع القيمة للجمعيات الإغاثية والمراكز والمؤسسات الإسلامية لتقوم هي بصرف الطعام على هؤلاء المحتاجين.

ثالثاً: تحقيقا للمصلحة فإن المجلس يحث على تعجيل دفع زكاة الفطر ابتداء من أول شهر رمضان، وبخاصة إذا كانت تنقل خارج بلد المزكي.

رابعاً: يوصي المجلس المراكز الإسلامية والمساجد والهيئات الإغاثية في أوروبا عندما تقوم بتقدير قيمة زكاة الفطر برعاية ما يعادل القيمة المتوسطة للصاع من غالب قوت البلد، ولا تبالغ بمقدارها فترهق المزكي ولا تقصر فتبخس حق الفقير الذي كان مقصوداً بهذه الزكاة من أجل إغنائه ليوم عيده.

ومجلس الإفتاء الأوروبي هو هيئة إسلامية متخصصة ومستقلة، تتكون من مجموعة من العلماء المسلمين من عدة أماكن من العالم. تم تأسيسها يومي 29 و30 مارس1997 وذلك بمبادرة من اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا. يقع مقرها في دبلن في جمهورية أيرلندا.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات