العالم

هولندا تواجه تحديات كبيرة في الانتخابات الأوروبية 2024

باقتراب موعد الانتخابات الأوروبية، يتجه اهتمام العالم نحو هولندا، حيث ستكون أول دولة أوروبية تختار نوابها الجدد للبرلمان الأوروبي. من المقرر أن تفتح مراكز الاقتراع في شهر يونيو من عام 2024. ومع تصاعد التوترات والتحديات على الساحة السياسية الهولندية، يثير هذا الحدث الكثير من التساؤلات حول القضايا الرئيسية التي ستواجهها البلاد خلال هذه الانتخابات.

هولندا تستعد لانتخابات البرلمان الأوروبي: ما هي القضايا الرئيسية التي تواجهها؟

بعد عامين من الانتظار، تستعد هولندا لاختيار نوابها الجدد للبرلمان الأوروبي في انتخابات مرتقبة في 6 يونيو 2024. وسيختار الهولنديون 31 من بين 720 عضوا في البرلمان، أي بزيادة قدرها مقعدين عن البرلمان الحالي الذي يضم 705 مقعدا.

تتجه الأنظار إلى القضايا الكبيرة التي تواجه الناخبين، حيث من المتوقع أن يشتعل النقاش حول الهجرة، والاستدامة، وتكلفة المعيشة. وفقاً لتصريحات لويز فان شايك، رئيسة شؤون الاتحاد الأوروبي والعالمية في معهد كلينجيندال في لاهاي، لشبكة دوتش نيوز الإخبارية.

وتشير تقارير إلى أن قلق الناخبين يتزايد بشأن سياسات الهجرة وكيفية التعامل مع تدفق اللاجئين والمهاجرين، إضافة إلى الطلاب الدوليين والأشخاص القادمين من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، ومناقشات حول اللاجئين من أوكرانيا.

وفي سياق التحول إلى الطاقة الخضراء، يُثار السؤال حول ما إذا كانت الجهود المبذولة من قبل الاتحاد الأوروبي قد تجاوزت الحدود، وخاصة بالنسبة للمزارعين والأسر.

بينما يظهر استطلاع للرأي أن أكثر من نصف الناخبين الأوروبيين يعتبرون تغير المناخ أولوية، وكانت حالة المناخ أيضا ذات أولوية بالنسبة للناخبين الهولنديين في أحدث استطلاع.

أحزاب هولندا بين اليسار واليمين في الانتخابات الأوروبية 2024

ومن المتوقع أن يكون للانتخابات تأثير كبير على تشكيل الحكومة الهولندية الجديدة، خاصة بعد فوز حزب الحرية الشعبوي اليميني بزعامة خيرت فيلدرز المتشكك في الاتحاد الأوروبي بنسبة كبيرة في الانتخابات السابقة.

قبل خمس سنوات، حقق حزب العمال (PvdA) أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الأوروبي بواقع 6 مقاعد، وجاء بعده حزب الشعب الديمقراطي (VVD) وحزب المسيحيين الديمقراطيين (CDA)، كلاهما بأربعة مقاعد. كما حصلت كل من اليسار الأخضر (GL) و المنتدى الديمقراطي (FvD) على ثلاثة مقاعد.

لم يحقق حزب الحرية الشعبوي (PVV) أي مقعد في تلك الفترة، ولكن التوقعات تشير إلى احتمالية حصوله على 9 مقاعد في الانتخابات الحالية وفقا للتحاليل الاستطلاعية. وقد قرر الحزب أيضًا التخلي عن موقفه التقليدي المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي.

في هذا العام، يخوض حزب العمال واليسار الأخضر بقائمة مشتركة في الانتخابات، وتشير الاستطلاعات إلى ثباتهما في المركز الثاني.

تبقى نسبة المشاركة في الانتخابات مسألة هامة كذلك، حيث بلغت في العام 2019 نحو 42%، وهو رقم أعلى من الانتخابات الأوروبية التي سبقتها ولكن يبقى أقل بكثير من الـ77% في الانتخابات البرلمانية الهولنية المبكرة التي جرت في نوفمبر 2023.

تزايد الدعم لليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية

توقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، مؤسسة فكرية مقرها ببرلين، زيادة كبيرة في الدعم لليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية، وذلك نتيجة عدم رضى الجمهور الأوروبي عن الموجة الأخيرة من الهجرة غير الشرعية.

مع غياب بريطانيا لأول مرة في انتخابات البرلمان الأوروبي، وتلاشي دعم خروج البلدان الأخرى من الاتحاد بعد “Brexit”، يتوقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن تحقق الأحزاب الشعبوية الرافضة لوجود الاتحاد الأوروبي نجاحا كبيرا في تسع دول أعضاء في الاتحاد. ومن المتوقع أيضا أن يحتل هذا النوع من الأحزاب المرتبة الثانية أو الثالثة في تسع دول أخرى.

تقول لويز فان شايك، “يبقى الأمر مرهونا بالمراقبة”، مشيرة إلى أن الأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة تميل إلى المنافسة بين بعضها البعض. ومضت قائلة: “يجب أن نرى ما إذا كانت ستتمكن من التوحد والتكتل، وكذلك ما هو الدور الذي سيلعبه الحزب الشعبي الأوروبي (EPP) في هذا السياق”.

مع استمرار الأحزاب الرئيسية مثل الحزب الشعبي الأوروبي (EPP) والاشتراكيون والديمقراطيون (S&D) والليبراليون في الحفاظ على الأغلبية، يبدو أن الوضع السياسي في البرلمان الأوروبي قد لا يتغير بشكل كبير.

وفي هذا السياق، يتوقع الكثيرون ارتفاع دعم الأحزاب الشعبوية واليمين المتطرف، مما يجعل الانتخابات أكثر تحديا. ومع ذلك، يظل من المبكر التنبؤ بنتائج الانتخابات وتأثيرها على توازن القوى السياسية في البرلمان الأوروبي.

ستسفر نتائج الانتخابات الأوروبية أيضا عن تعيين جديد لرئيس المفوضية الأوروبية. تشير التقارير إلى أن فرصة الرئيسة الحالية للمفوضية، أورسولا فون دير لاين، للفوز بترشيح جديد لا تزال قائمة، بينما يشغل النائب الأوروبي الهولندي باس إيكهوت دورا بارزا كمرشح رئيسي للأخضر الأوروبي.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات