هولندا تخسر “27 مليار يورو” بسبب الاحتيال على مصلحة الضرائب

قامت البنوك والمستثمرون والوسطاء بخداع الخزانة الهولندية بما يقارب من 27 مليار يورو في الفترة من 2000 إلى 2020، وفقاً لتحقيق دولي أجرته مجموعة الأبحاث “The CumEx Files” وهو مشروع صحفي دولي، تقوده منصة الأبحاث الألمانية المستقلة “CORRECTIV”.

الخزانة الهولندية تخسر حوالي 27 مليار يورو من ضرائب الأرباح

يعتمد الاحتيال على مدفوعات الأرباح الموزعة من قبل الشركات والتجار باستخدام ما يعرف باسم معاملات “cum-ex و cum-cum – ” وهي طرق معقدة لتجنب دفع الضرائب عن طريق تجريد الأرباح.

مع معاملات “كوم-إكس – cum-ex”، يتم جمع أرباح الأسهم التي لم يتم دفعها حتى، أو يتم استرداد ضريبة الأرباح عدة مرات عندما يتم دفعها مرة واحدة فقط. ومع معاملات “Cum-cum” عندما يدفع أحد المساهمين ضريبة أرباح الأسهم، لا يحق له استرداد الأموال وهكذا ويتم تداول هذا “الحق” مع طرف آخر يمكنه المطالبة باسترداد الأموال.

وفي المجموع من المحتمل أن يكون ما لا يقل عن 150 مليار يورو قد سُرق من دافعي الضرائب في جميع أنحاء العالم، وفقاً لحسابات فريق من خبراء الضرائب في جامعة مانهايم الألمانية. وقال كريستوف سبنغيل، أستاذ الاقتصاد بجامعة مانهايم والذي ساعد في تحليل بيانات التجارة العالمية مع فريقه: “قد يكون الضرر [العالمي] أكبر”.

ومن جانبه، قال مكتب الضرائب الهولندي لموقع الاستقصاء الهولندي “فولو ذي موني” Follow the Money ، الذي يعمل مع المجموعة التي قامت بالبحث، إنه يرحب بالجهود المبذولة لاكتساب المزيد من المعرفة و التبصر في هذا الموضوع. ومع ذلك، أشارت إلى أن العديد من المستثمرين الأجانب في هولندا هم مجرد صناديق معاشات تقاعدية معفاة بالفعل من ضرائب الأرباح.

وقال يان فان دي ستريك، المحامي المختص بالضرائب بجامعة لايدن، لـ موقع الاستقصاء الهولندي “FTM” إن التشريع الهولندي بشأن تجريد الأرباح ضعيف وأن مكتب الضرائب يواجه موقفاً مستحيلاً فيما يتعلق بجمع الأدلة لتقديمها إلى المحكمة. وقال: ” لا يفاجئني احتمال أن تكون هولندا قد خسرت الكثير من ضريبة توزيع الأرباح بسبب تجريد الأرباح”.

وأوضح دي ستريك إن هولندا هي موطن لكثير من المقار متعددة الجنسيات وبالتالي هناك الكثير من الأرباح. وأضاف ” ولأننا دولة صغيرة، فإن مجموعة المساهمين الأجانب كبيرة أيضاً”.