العالم

علماء المناخ يوجهون إنذاراً وهولندا تُعبر عن قلقها الكبير

علماء المناخ يوجهون إنذاراً وهولندا تُعبر عن قلقها الكبير

وصف رئيس الوزراء مارك روته التقرير الجديد الصادر عن خبراء المناخ في الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، والذي قال إن ارتفاع منسوب مياه البحر أمر لا مفر منه من بين أمور أخرى، بأنه “مقلق للغاية”. ووصفه بأنه “من الأهمية بمكان” تحقيق الأهداف المناخية في هولندا وخارجها.

أقر روته بوجود فجوة بين أهداف المناخ في هولندا ومدى تحقيقها. وقال إن مجلس الوزراء يعمل على إجراءات إضافية وسيكون هذا أيضاً موضوعاً مهماً لمجلس الوزراء المقبل. 

ونقلت الوكالة الوطنية للأنباء عن وزير الدولة ديلان زيخيريوس لشؤون المناخ والطاقة قوله: “إن الدول الأخرى بحاجة إلى تحديد أهداف مناخية أكثر صرامة”.

وقالت إيمي سلانجين من المعهد الهولندي الملكي لأبحاث البحار (NIOZ)، تعتبر هولندا نوع من أحواض الاستحمام الفارغة، حيث ترتفع المياه نحو الأعلى عند الحواف. سلانجين هو الباحث الرئيسي لموضوع ارتفاع مستوى سطح البحر في تقرير المناخ للأمم المتحدة الذي نشر صباح الاثنين. “كلما اقتربت المياه من الحافة، زادت فرصة الفيضانات”.

وفقاً لـ “NIOZ”، نظراً لارتفاع مستوى سطح البحر هذا، سنشهد ارتفاعاً في منسوب المياه كثيراً في هولندا، وتشير التقديرات كل سنتين إلى عشر سنوات. بشكل ملموس، هذا يعني أن الحواجز المائية المصممة لحماية هولندا من فيضانات من بحر الشمال، “Oosterscheldekering” بين جزيرتي شوين دوفيلاند ونورد بيفيلاند أو Maeslantkering في روتردام سيتعين إغلاقهما أكثر من الوقت الحالي لمنع الفيضانات من البحر.

وتوقع تقرير جديد صادر عن خبراء المناخ في الأمم المتحدة أن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية قرابة العام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات الذي وضعت قبل ثلاث سنوات، ما يهدد بحصول كوارث جديدة “غير مسبوقة” في الكوكب الذي تضربه موجات حرّ وفيضانات متتالية.

وقالت لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة (IPCC) اليوم الاثنين إن ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب الاحتباس الحراري أمر لا مفر منه.

عواقب

وأكد التقرير أن بعض عواقب الاحترار المناخي “غير قابلة للعكس” على أي حال. وتحت تأثير ذوبان الجليد القطبي، سيستمر مستوى المحيطات في الارتفاع “لقرون، بل لآلاف السنين”. أما البحار التي ارتفعت مستوياتها 20 سنتيمترا منذ العام 1900، فما زال من الممكن أن ترتفع بحوالى 50 سنتيمترا بحلول العام 2100.

وقال جوناثان بامبر أحد معدي التقرير “يبدو أن الامر بعيد المنال، لكن هناك ملايين الأطفال الذين يجب أن يعيشوا بصحة جيدة في القرن الثاني والعشرين”.

وللمرة الاولى، تشير الهيئة إلى “عدم القدرة على استبعاد” حدوث “نقاط تحول” ، مثل ذوبان الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا أو موت الغابات، ما قد يؤدي إلى تغيير جذري للنظام المناخي وغير قابل للعلاج.

لكن هذا ليس سببا للتخلي عن المعركة ضد ظاهرة تغير المناخ، بل على العكس، وفق علماء وناشطين، لأن كل جزء من درجة مئوية يؤثر ويعزز التداعيات.

وقالت كايسا كوسونين من منظمة غرينبيس “لن ندع هذا التقرير يوضع على الرف. سنحضره معنا إلى المحاكم”.

من جهته، قال نائب رئيس الاتحاد الأوروبي المسؤول عن الشؤون المناخية فرانس تيمرمانز الاثنين إنه ما زال هناك وقت لمنع “انفلات تغير المناخ” لكن فقط إذا طبق العالم السياسات التي تسمح بخفض الانبعاثات العالمية إلى صافي الصفر.

كذلك، ذكرت الحكومة البريطانية أن التقرير الذي نشر الاثنين يشكل “تحذيرا صارما” بشأن تأثير النشاط البشري على الكوكب، معربة عن أملها في أن يشجع هذا الإجراء على التحرك قبل مؤتمر الاطراف المقرر عقده في تشرين الثاني/نوفمبر.

وحذّرت الحكومة الألمانية الاثنين من أن “الوقت ينفد لإنقاذ الكوكب” في مواجهة خطر الاحترار المناخي.

وهذا التقرير التقييمي الأول منذ سبع سنوات والذي تم تبنيه الجمعة من قبل موفدي 195 بلدا، يستعرض خمسة سيناريوهات لانبعاثات غازات الدفيئة، من الأكثر تفاؤلا إلى الأكثر تشاؤما.

وفي كل الحالات، سيصل الاحترار العالمي قرابة العام 2030 إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعة، أي قبل عشر سنوات من التقدير السابق للهيئة في العام 2018.

وبحلول العام 2050، ستستمر الزيادة إلى ما بعد هذه العتبة، وهي أحد حدود اتفاق باريس للمناخ، حتى لو نجح العالم في الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة.

اترك تعليقاً

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات