العالم

هل ستفتح أوروبا حدودها مع تقديرات بحدوث موجة لجوء جديدة

هل ستفتح أوروبا حدودها مع تقديرات بحدوث موجة لجوء جديدة

مع سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، تشير التقديرات إلى “تفاقم” موجة جديدة من اللاجئين على حدود تركيا بحسب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ويُحاول عشرات الآلاف من الأفغان مغادرة البلاد في جماعات عبر طرق التهريب وصولاً إلى أوروبا. فهل تتكرر أزمة اللجوء التي شهدها العالم سنة 2015؟

وبدت هذه المخاوف ترتفع وتيرتها تزامناً مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وانهيار قوات الجيش الأفغاني وهروب أعداد كبيرة منها بعد السيطرة الكاملة لقوات طالبان على العاصمة كابول. يأتي ذلك في حين أنّ أوروبا لا تبدو في مزاج إعادة تجربة استقبال مئات آلاف اللاجئين مثل ما حدث في عام 2015، وفي حين أنّ الولايات المتحدة الأميركية لم توفِ بوعودها الخاصة بإجلاء المتعاونين الأفغان معها.

تركيا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد (15 أغسطس/آب)  إن تركيا، التي تستضيف بالفعل أكبر عدد من اللاجئين في العالم، على وشك موجة جديدة من أفغانستان بعد أن وصل مسلحو طالبان إلى العاصمة كابول.

وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن أردوغان قال في فعالية نقلها التليفزيون في اسطنبول: “نواجه موجة جديدة من اللاجئين الأفغان عبرالحدود الإيرانية، والتي تتفاقم”.

يتجدَّد الحديث في تركيا عن موجة لجوء جديدة ستعقب مغادرة القوات الأطلسية الأراضي الأفغانية، وسط دعوات يوجّهها اليمين الأوروبي إلى هؤلاء لاختبار بلدان الجوار ملاذاً لهم، فيما تتكفّل دول الاتحاد بدفع ما يتوجّب عليها من لتجنُّب زحمة مهاجرين عند شواطئها.

لكنّ اللافت في ما يجري، أن ثمة دعوات داخل تركيا إلى إدماج كامل للاجئين، وفتح الحدود أمام استقبال مَن يرغب في العبور هرباً من أزمةٍ هنا أو حربٍ هناك، ما من شأنه أن يستدرج المزيد منهم إلى غير بلد

وتستضيف تركيا بالفعل نحو 6 ملايين لاجئ، معظمهم من سورية والعراق. في وقت سابق من هذا الشهر، قال مدير الاتصالات في حكومة أردوغان، فخر الدين ألتون إن تركيا لن تكون “غرفة انتظار” للاجئين الأفغان، وانتقد الولايات المتحدة لتوصيتها بأن يطلب الأفغان الخائفون من طالبان اللجوء في أمريكا من دول ثالثة.

ورغم انخفاض عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا بشكل ملحوظ منذ توقيع الاتفاق، إلا أنه لم تتم إعادة سوى 2740 مهاجراً إلى تركيا، بينما استقبلت الدول الأوروبية 28621 مهاجراً من تركيا في إطار الاتفاقية، وهو أقل مما كانت قد وعدت به.

اليوم، وبعد خمسة أعوام، وصل الاتفاق إلى مفترق طرق، ففي حين تدعو تركيا إلى تجديده، تناقش دول الاتحاد الأوروبي حالياً الشروط التي يمكن بموجبها استمرار الاتفاقية وكيف يمكن أن تبدو، وسط انقسام أوروبي إزاء قضية اللجوء، أكثر من أي وقت مضى. وبينما تعتبر الحكومة الألمانية الاتفاق “ناجحاً”، ترى أحزاب المعارضة أنه “باء بالفشل”.

وقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أولريكه ديمر، يوم الأربعاء (17 آذار/ مارس 2021) إن الجانبين تمسكا بالاتفاق ونفذاه معاَ، مؤكدة أن الاتفاق نجح في مكافحة “نموذج الأعمال القاتل” للمهربين في بحر إيجه.

أوروبا

قال المفوض الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي، باولو جينتيلوني، يوم الثلاثاء 17 من آب، إن على أوروبا إنشاء ممرات إنسانية لاستقبال اللاجئين الهاربين من أفغانستان، وكذلك لتجنب التدفقات غير المنضبطة للمهاجرين غير الشرعيين.

وصرّح جينتيلوني لصحيفة “إي ميساجيرو” اليومية الإيطالية، ونقلتها وكالة “رويترز”، أن أوروبا ستضطر حتمًا إلى تجهيز نفسها للممرات الإنسانية والاستقبال المنظم، “على الأقل يجب على الدول التي ترغب أن تقوم بذلك”.

ونقلت وسائل إعلام ألمانية عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قولها لزملائها في الحزب يوم الاثنين (16 آب/أغسطس) إن ألمانيا قد تحتاج لإجلاء ما يصل إلى عشرة آلاف شخص من أفغانستان.

وذكرت ميركل، حسب وكالة رويترز، أن ألمانيا ستتعاون مع بلدان متاخمة لأفغانستان لدعم الفارين من البلاد في الوقت الراهن. ونسبت المصادر الحزبية إلى ميركل قولها “سيشغلنا هذا الأمر لفترة طويلة جداً”.

وأعلن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين “بامف” وقف البت في طلبات لجوء الأفغان، بانتظار تقرير وزارة الخارجية حول الوضع في أفغانستان. كما قررت السلطات الألمانية الأسبوع الماضي وقف عمليات الترحيل إلى أفغانستان في الوقت الحالي بسبب عدم استقرار الوضع الأمني، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية .

ويدخل الأوروبيون في جدل واسع حول الطرق التي يمكن اتباعها خاصة مع توقعات بتدفق كبير من المهاجرين الأفغان. ولعل فتح ممرات أمنة سيثير القوى اليمينية المتطرفة التي تدعو إلى سياسة لجوء مشددة وإغلاق الحدود في وجه اللاجئين

وفي وقت سابق، وبسبب الارتفاع غير المسبوق في عدد المهاجرين الواصلين إلى أوروبا عبر بيلاروسيا، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو : “لن نوقف أحداً… فالناس في طريقهم من مناطق الحرب إلى أوروبا الدافئة والمريحة … وهناك حاجة للعمالة في ألمانيا”!

وأضاف لوكاشينكو الأسبوع الماضي خلال اجتماع حكومي في مينسك أنه سيسمح للاجئين القادمين من دول مثل أفغانستان وسوريا والعراق بالدخول إلى أوروبا، عبر حدود بلاده مع ليتوانيا.

إلى جانب ألمانيا، أعلنت دول أوروبية كثيرة عن وقف ترحيل الأفغان، من بينها الدانمارك وسويسرا وهولندا. كما أعلنت العديد من الدول عن بداية عمليات الإجلاء لمواطنيها إلى جانب مواطنين أفغان مهددين من قبل حركة طالبان. وقد ناشدت الأمم المتحدة الدول المجاورة لأفغانستان للسماح بفتح حدودها. بعد موجة النزوح الجديدة داخليا وأيضا خارج البلاد.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات