العالم

“بيلاروسيا” بوابة جديدة للهجرة إلى أوروبا

بيلاروسيا بوابة أوروبا الجديدة للمهاجرين بعد انعدام السبل والوصول عبر الطرق الأخرى والتي أصبح تجاوزها أمراً صعباً جداً حيث يضطر طالبو اللجوء للبقاء سنوات عالقين في تركيا أو اليونان.

ومازالت موجات الهجرة مستمرة من و خاصة من دولتي سوريا و العراق مع تدهور الأوضاع المعيشية والغلاء وانعدام الأمن والأمان. ورغم صعوبة الطرقات ييحث المهاجرون الجدد عن طرق جديدة و يُخاطرون للوصول إلى دول القارة العجوز لبدء مشوار حياتهم من جديد بعد انسداد الأفق في بلدانهم.

وأصبح اليوم الوصول إلى أوروبا عبر بوابة بيلاروسيا أكثر الطرق التي يسلكها المهاجرون و قد يكون أقرب الطرق و أقصرها رغم الصعوبات.

“بيلاروسيا” بوابة جديدة للهجرة إلى أوروبا

يبلغ طول الحدود بين ليتوانيا وجارتها بيلاروسيا 680 كيلومترا. في بعض الأجزاء من الحدود يفصل بين البلدين سياج خشبي منخفض أو خندق مائي غير عميق، وبالتالي فإن عبور الحدود سهل جداً. حتى الآن لم يشكل الأمر أي مشكلة بالنسبة إلى ليتوانيا، ففي عام 2020 عبر فقط 79 شخصاً الحدود، وأغلبهم كانوا من معارضي رئيس بيلاروسيا فيكتور لوكاشينكو.

لكن خلال هذا العام 2021، عبر الحدود من بيلاروسيا إلى ليتوانيا حتى الآن 2500 مهاجر من سوريا وأفغانستان والعراق وأفريقيا، وأغلب هؤلاء جاؤوا خلال الشهرين الأخيرين.

يتحدث المهاجرون و طالبو اللجوء عن صعوبة تأمين تكاليف الهجرة بعد تدهور الأوضاع المعيشية، حيث باع الكثير منهم منازلهم لتأمين تكاليف السفر عبر بيلاروسيا التي تصل حوالي أربعة آلاف دولار للشخص الواحد. ولكن بحسب شهادات من العابرين للحدود إن أفضل الطرق للوصول إلى أوروبا حالياً، هو طريق بيلاروسيا ثم إلى دول الاتحاد الأوروبي.

التكاليف

لفت بعض القادمين من سوريا إلى أنهم يخرجون إلى لبنان حيث تصل التكلفة من 100 إلى 300 دولار للشخص الواحد، ثم يحجزون بالطائرة إلى بيلاروسيا، والتي تبلغ تكلفتها قرابة 3 إلى 4 آلاف دولار للفرد، ثم عبور الحدود باتجاه بولندا مباشرة أو عبر ليتوانيا و الوصول إلى ألمانيا.

وتنشر مجموعات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل عن عملية السفر والمبالغ التي يحتاجها المهاجرون  للسفر إلى أوروبا عبر بيلاروسيا ومنها إلى ليتوانيا. 

وبحسب تقرير نشره تجمع أبناء حوران أفاد أن 150 مهاجراً من مخيم الزعتري في الأردن خرجوا في 11 أيلول الحالي إلى بيلاروسيا، للبحث عن حياة أفضل خارج المخيم.

أحد الذين سافروا عبر هذه الطريق ووصل إلى هولندا، قال لـ(الحل نت)، إنّ الصور التي أظهرت ازدحاماً للمسافرين على بوابة المغادرين مطار دمشق الدَّوْليّ، ما هي إلّا لمواطنين يتركون البلاد نتيجة الأوضاع المعيشية المتردية، ومعظمهم اتجه إلى بيلاروسيا.

أمّا في الأرْدُنّ، فكشف اللاجئ المنحدر من مدينة درعا، “محمد الشرع”، لـ(الحل نت)، أنّ ما يقارب ألف شاب غادروا مخيم “الزعتري” متوجهين إلى ذات الدولة.

وأوضح “الشرع”، أنّ سماح بيلاروسيا للسوريين بالدخول عبر التأشيرات السياحية، كان بوابة الفرج، للوصول إلى الدول الأوروبية بعد أنّ انقطعت بهم السبل لا سيما عبر تركيا واليونان.

ويشير “الشرع”، إلى أنّ اللاجئين يقيمون في فندق لمدة أسبوع تقريباً، ثم تقوم المكاتب التي تستقطبهم بتأمين خط هاتفي إضافة إلى المواصلات، وكل ذلك بما يقارب مبلغ الألف يورو.

وبحسب لاجئ عراقي لـ وتشيه فيله فإنه سافر مع ابنه، إنه دفع 1200 دولار ثمن تذكرة الطائرة والإقامة في فندق في عاصمة بيلاروسيا منسك، ومن هناك سافر إلى الحدود الليتوانية.

والجدير ذكره أن هدف العابرين للحدود هو الوصول إلى ألمانيا أو إحدى دول الاسكندنافية.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات