زيادة حالات تجنب الرعاية الصحية بسبب التكاليف المرتفعة في هولندا

في دراسة جديدة أُجريت من قبل اتحاد المرضى الهولندي، تم الكشف عن أن أكثر من خُمس الأشخاص الذين كانوا في حاجة للرعاية الصحية قاموا بتجنب أو تأجيل زيارة الطبيب في عام 2022 بسبب مخاوف من التكاليف المحتملة.

1 من كل 5 أشخاص في هولندا يتجنبون الرعاية الصحية بسبب التكاليف

وفي ظل ارتفاع تكاليف التأمين الصحي في هولندا، بدأ مجموعة من الخبراء في مجال الصحة والمنظمات في رفع مخاوف بشأن مستقبل نظام الرعاية الصحية الهولندي. وقد أظهرت دراسة أُجريت في نهاية العام الماضي أن الأمور ليست جيدة فقط بالنسبة للذين اختاروا زيادة الحد الأدنى للخصم الصحي لتوفير المزيد من المال، بل أيضا هناك العديد من الأشخاص الذين قرروا تجنب زيارة الطبيب، المستشفى، أو طبيب الأسنان لتفادي التكاليف الباهظة المحتملة.

تتفق الأبحاث التي أُجريت من قبل اتحاد المرضى الهولندي مع هذه النتائج. وفي إطار استطلاع أُجري على 9,219 شخصا في هولندا، اعترف أكثر من واحد من بين خمسة بأنه قد قام بـ”تجنب أو تأجيل الرعاية في عام 2022 لأنه لم يكن قادرا على تحمل التكاليف”. وقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص ذوي الدخل المنخفض كانوا أكثر احتمالًا لتجنب زيارة محترفي الرعاية الصحية، بينما وُجِدَ أن الذين تلقوا العلاج مؤخرا كانوا أكثر احتمالًا لتجنب زيارة طبيب الأسنان أو طبيب العلاج الطبيعي.

وأضافت الدراسة أن تكاليف الرعاية الصحية تؤثر بشكل كبير على القرارات المالية الأخرى التي يتخذها الأفراد، مما يؤثر على جودة حياتهم بالإضافة إلى صحتهم. ومن بين الذين قالوا إنهم قد قاموا بتجنب أو تأجيل الرعاية، أبلغ 57 في المئة منهم أن هذا القرار أثر سلبًا على صحتهم، في حين أشار 62 في المئة إلى أنه أدى إلى زيادة التوتر والقلق.

وقد أثارت هذه النتائج صدمة وإحباطا بين المتخصصين في مجال الطب. وقالت رئيسة اتحاد المرضى الهولندي، دياندا فيلدمان: “هذه نتيجة مقلقة للغاية. يجب أن تكون الرعاية الجيدة متاحة للجميع في هولندا، ولكن من الواضح أن هذا ليس الحال حالياً”.

وتعتبر فيلدمان أن الانتخابات الوطنية القادمة والحكومة الجديدة تشكل فرصة لإحداث تغييرات جذرية في نظام الرعاية الصحية الهولندي. وقالت: “نحن نستغل الفرصة لتقديم تدابير موجهة وفعالة وهيكلية لحل هذه المشكلة.”

وقد اقترح اتحاد المرضى الهولندي مجموعة من التغييرات المحتملة لجعل الرعاية الصحية أكثر إمكانية واقتصادية، منها تقليل الحد الأدنى للخصم الصحي بشكل كبير، وضمان تعويض جزئي على الأقل للرعاية الطبية، وخاصة العناية بالأسنان، ضمن حزم الرعاية الأساسية.