بلديات هولندية تمنح عدد من محدودي الدخل 1000 يورو إضافي شهرياً لمدة عام

تتجه هولندا نحو تجربة فريدة لمعرفة تأثير تقديم دعم مالي إضافي على حياة محدودي الدخل الذين يعانون من صعوبات في تأمين متطلباتهم الأساسية. وفي هذا السياق، سيتلقى ثمانية أشخاص من سكان روتردام مبلغ 1000 يورو شهريا لمدة عام كامل، بالإضافة إلى دخلهم العادي. يأتي ذلك كجزء من تجربة تهدف إلى استكشاف التأثير الذي يمكن أن يحققه هذا الدعم المالي الإضافي على حياتهم. ومن المفترض، اختيار المرشحين الذين سيتم منحهم هذا الدعم المالي عن طريق القرعة، وذلك لضمان عدالة التوزيع.

تجربة فريدة من أجل تحسين ظروف حياة محدودي الدخل الذين يعانون من صعوبات مالية

هذه التجربة تقوم بها مؤسسة رأس المال الجماعي “Stichting Collectief Kapitaal”، وهي مؤسسة خاصة تهدف إلى دراسة تأثير الدعم المالي الإضافي على حياة الأفراد. ومن المقرر توسيع التجربة لتشمل مدن أخرى في هولندا مثل ليواردن وأرنهيم، وربما أوترخت في وقت لاحق من هذا العام.

تشجع التجربة محدودي الدخل من العمال والذين يعملون بنظام ساعات قليلة على التقدم للحصول على هذا الدعم المالي. ولكن الفرصة في الوقت الراهن، متاحة لعدد محدود من الذين يعانون من دخل منخفض.

صرحت المتحدثة باسم المؤسسة، جيت دي نيس، بأنها تهدف إلى فهم تأثير المبلغ الإضافي على حياة الأشخاص وما التغييرات التي يمكنهم تحقيقها به. وأكدت دي نيس أهمية معرفة كيف يتغير الفرد نفسه عندما لا يضطر إلى تبرير نفسه باستمرار.

يعتمد تمويل هذه التجربة على تبرعات المانحين في المدن، ويعد المبلغ المالي الممنوح للمشاركين خاليا من الضرائب.

تجارب مماثلة

في تجربة مماثلة أُجريت العام الماضي في أمستردام، تم اختيار خمسة أشخاص للاستفادة من الدعم المالي الإضافي. وعبروا جميعا عن سعادتهم ورضاهم بهذا الدعم. ومن بينهم، شاشا، وهي أم عازبة، أشارت إلى أن المبلغ المالي الذي تلقته جعلها تشعر بالتقدير والقيمة مرة أخرى. وقالت: “لم أعد مضطرة لإلغاء الخروج مع الأصدقاء لتناول مشروب، وعندما تلقيت فاتورة رحلة مدرسة أحد أطفالي، لم أشعر بالتوتر. استطعت وضع خطط للمستقبل”. وأعرب المشاركين عن رضاهم، وأشاروا إلى أنهم يشعرون بأنهم يتم مشاهدتهم وسماعهم، وأن ثقتهم في الآخرين قد زادت.

تهدف تجربة مؤسسة “رأس المال الجماعي” إلى فهم تأثير تقديم الدعم المالي الإضافي على حياة الأشخاص الذين يعانون من صعوبات مالية في هولندا. تأتي هذه التجربة ضمن سلسلة من التجارب التي تُجرى في البلاد بهدف دراسة تأثير الحد من الفقر على رفاهية الأفراد.

وتجدر الإشارة الإحصائيات إلى أن حوالي 830,000 شخص في هولندا يعيشون حاليا تحت خط الفقر، ومن بينهم 6.7% من الأطفال في البلاد.

هذه التجارب تعد خطوة إيجابية نحو فهم أعمق لتأثير الدعم المالي على حياة الأفراد وإمكانية تحسينها. قد تمنح هذه الأموال الإضافية المشاركين الفرصة للعمل على تحقيق أهدافهم الشخصية وتحسين جودة حياتهم. ومع توسع هذه التجارب إلى المزيد من المدن في هولندا، قد يكون لدينا فهم أفضل للتأثيرات المحتملة لتخفيف الفقر وأثره على المجتمع بشكل عام.