العالم

استعداد السويد وهولندا لـ حرب محتملة مع روسيا

أثارت التصريحات الأخيرة للقادة العسكريين في السويد وهولندا حول ضرورة التحضير النفسي لحرب محتملة مع روسيا جدلاً واسعا في البلاد. يتساءل البعض عما إذا كانت هذه التصريحات هي مجرد عاصفة في فنجان، بينما يعتبر آخرون أن هناك تهديدا حقيقيا.

في مؤتمر للدفاع عقد هذا الأسبوع، طرح القائد الأعلى للجيش السويدي، ميكائيل بيدن، سؤالاً على الحضور أثناء تقديمه صورة للحرب المدمرة في أوكرانيا، “هل تعتقدون أن هذا سيحدث في السويد يوما ما؟” مطالبا بضرورة التحضير لحرب محتملة. وحظي هذا الكلام بتأييد وزير الدفاع كارل-أوسكار بولين. الذي حث السويديين على التحضير النفسي لمواجهة محتملة مع روسيا.

في هذا السياق، يعبر الخبراء عن رأيهم بأن تلك التحذيرات ليست مبالغ فيها، وأن التهديد الحربي في السويد مشابه لتلك التي تواجهها باقي دول أوروبا. يشددون على ضرورة التحضير لمواجهة الوضع الراهن، وأن هذا لا يعني الذعر، بل يتعلق بتعزيز مقدرات المجتمع للتصدي للتحديات المحتملة.

حالة من القلق في السويد

تسببت تصريحات القادة العسكريين في حالة من القلق في السويد، لدرجة أن قائد الجيش ظهر في نشرة الأخبار الصباحية ليطمئن السكان، نافيا نية الجيش نشر الرعب.

بعض الأسئلة التي طرحها السويديون في وسائل الإعلام : “هل يمكنني الفرار من البلاد في وقت الحرب؟ هل يتم استدعاء جميع الممرضات المسجلات للمشاركة في الحرب؟” “هل من غير اللائق الآن إنجاب الأطفال؟”

من جهتها، تؤكد قيادة الدفاع أنها لا تهدف إلى إثارة قلق الجمهور. قال الجنرال بيدن في وقت لاحق في وسائل الإعلام: “أريد فقط أن أحث الناس على التفكير في وضعهم الشخصي وتحمل المسؤولية الخاصة بهم.”

على الرغم من أن للسويد جيشا قويا ويُدرب الجنود السويديين بشكل مثالي مع القوات المسلحة الأوكرانية، إلا أنها تفتقر إلى عدد كبير من القوات مقارنة بباقي دول أوروبا. “إذا كان هناك شيء يُحدث لي قلقا في الليل، فإنه يتعلق بالإحساس ببطء التقدم في هذا الصدد”، وفقا لوزير الدفاع بولين.

من جهة أخرى، أعرب البعض عن عدم اهتمامهم الكبير بهذا التحذير، معتبرين أن السويد تعيش في فقاعة وأن مثل هذه التحذيرات تأتي بسبب ضعف الاستثمار في الدفاع العسكري.

سيباستيان، شاب سويدي، يقول إنه لا يشعر بالقلق كثيرا، ولكنه يرحب بفتح الأعين لأهمية التحضير لمواجهة الواقع. يضيف: “نحن نعيش هنا في فقاعة، والناس يعتقدون أن الحرب لن تصلنا أبدا.”

من الواضح أن هناك انقساما في آراء السكان حيال هذا الموضوع، حيث يشعر البعض بالقلق ويتساءلون عن سبل الفرار في حالة الحرب، بينما يطمئن البعض الآخر بأن هذا مجرد تحذير لتحفيز الاستثمار في الدفاع.

دعوات في هولندا حول ضرورة التحضير لحرب محتملة مع روسيا

كما هو الحال في السويد، تثير التصريحات الأخيرة للقادة العسكريين في هولندا جدلاً واسعا حول ضرورة التحضير لحرب محتملة. يرى المحلل الاستراتيجي في مركز لدن هاغ للدراسات الاستراتيجية، فريديريك ميرتنس، أن التحذيرات من التهديد الحربي في هولندا ليست مبالغ فيها وتعكس الواقع. يؤكد ميرتنس أن التحذيرات تأتي في سياق الاستعداد لمواجهة التحديات المحتملة، وهو أمر يتطلب تعزيز الاستعداد والقدرات الوطنية.

“إنها ليست رسالة مريحة، ولكن الحرب لم تعد أمرا لا يمكن تصوره. يجب أن تتأكد من أنك مستعد بما فيه الكفاية”، يقول ميرتنس لموقع أر تي إل نيوز. “أنا خائف بصدق، ليس بطريقة تجعلني أرغب في الزحف إلى فراشي، ولكننا في هولندا نعيش أيضا في وقت خطير للغاية.”

وفي سياق استعداد البلاد للحرب المحتملة، يشير ميرتنس إلى ضعف إمدادات الطاقة في هولندا، محذرا من أنه في حالة ضرب بعض الأهداف في بحر الشمال، قد تتعطل إمدادات الكهرباء في البلاد بأكملها.

ليس ميرتنس وحده قلق، حيث دعا اللواء مارتن فاينين، قائد الجيش الملكي الهولندي، في نهاية ديسمبر، إلى استعداد المجتمع لمواجهة التحديات المستقبلية. وأوضح إن كل من الجيش الهولندي والمجتمع بأسره يحتاجان إلى التحضير لاحتمال وقوع حرب مع روسيا. “يجب على مجتمعنا أن يستعد لهذا”، في مقابلة مع صحيفة تيليخراف نُشرت يوم الخميس.

وأشار فاينين إلى أنه يجب على هولندا أن تتبع نهج الدول التي لها حدود مع روسيا أو تقع قريبا منها مثل السويد وفنلندا ودول البلطيق. لتكون أكثر استعداداً لأي احتمالية لاندلاع الحرب.

اترك تعليقاً

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات