أخبار هولندا

ارتفاع معدل محاولات الانتحار بين الشابات في هولندا

يشير تقرير نشرته صحيفة “فولكس كرانت” إلى زيادة ملحوظة في عدد الشابات اللواتي يتعرضن للإصابات الذاتية ومحاولات الانتحار في هولندا. ويؤكد التقرير إلى أن هذه الظاهرة تعتبر إنذاراً جدياً، حيث ارتفعت نسبة دخول غرف الطوارئ بسبب الإصابات الذاتية أو محاولات الانتحار بنسبة 50% خلال تسع سنوات فقط.

الدراسة الأخيرة التي أجريت من قبل جامعة أوتريخت ومعهد تريمبوس كشفت عن نتائج مقلقة تتعلق بالصحة النفسية للفتيات والشابات الصغيرات. وفقا لهذه الدراسة،

من المثير للقلق أيضاً أن البحوث تظهر أن الشابات يميلن بشكل أكبر إلى محاولات الانتحار والإصابات الذاتية، حيث تشكل 84% من الحالات المسجلة لتسمم ذاتياً أو تناول جرعات زائدة من الأدوية.

تشير التحليلات إلى أن هذا الارتفاع يمكن أن يكون مرتبطاً بعدة عوامل، من بينها الضغط النفسي الذي تواجهه الشابات والنساء حتى سن 30 عاما. والذي يتزايد بفعل وسائل التواصل الاجتماعي والضغوط الاجتماعية. يؤكد أرنه بوبما، أستاذ علم النفس للأطفال والشباب، على أهمية هذا الإنذار، مشيراً إلى أن حالات بعض الشباب والشابات تصل إلى مراحل سيئة يضطرون فيها لاتخاذ إجراءات قاسية.

الشابات يميلن بشكل أكبر إلى محاولات الانتحار

تقريباً نصف الفتيات في المدارس الثانوية يعانين من ارتفاع ملحوظ في مستويات التفكير الزائد والقلق، مما يجعلهن يشعرن بمستويات مرتفعة من عدم السعادة. بالمقابل، تبلغ هذه النسبة ما يقارب 14% فقط بين الشباب الصغار، مما يبرز الاختلاف الواضح في تجارب الصحة العقلية والعواطف بين الجنسين في هذه المرحلة العمرية.

في عام 2013، كان هناك 4000 امرأة شابة تم نقلهن إلى غرف الطوارئ نتيجة الإصابات الذاتية أو محاولات الانتحار. وفي عام 2022، ارتفع هذا الرقم إلى 6000 امرأة شابة. وتُظهر الإحصائيات أن نحو نصف هؤلاء النساء تم إدخالهن إلى المستشفى بعد تلقي العلاج في غرف الطوارئ. هذه المعلومات مبنية على تحليل أجرته “VeiligheidNL” بناءً على طلب مؤسسة 113 لمنع الانتحار  “113Zelfmoordpreventie.”.

تشير الدراسات السابقة أيضاً إلى أن الوضع النفسي للشباب عموماً قد تأثر بشكل سلبي خلال فترة الإغلاق الناجمة عن جائحة كوفيد-19. بعد مرور فترة من الزمن، يبدو أن الوحدة الاجتماعية قد تحسنت قليلاً، لكن نسبة كبيرة ما زالت تعاني من مشاكل القلق والاكتئاب.

في السنوات الأخيرة، ازدادت حالات الانتحار بين المراهقين، حيث أصبحت أكثر الأسباب شيوعا للوفاة في هذه الفئة العمرية. على الرغم من استقرار معدل محاولات الانتحار بشكل عام منذ عام 2018، إلا أن هناك زيادة واضحة بين الشباب البالغين، خاصة في الفئة العمرية من 20 إلى 30 عاما، حيث تمثل 70% من حالات الانتحار.

وفي حين أن النساء يبدون أكثر عرضة للاكتئاب ومحاولات الانتحار، إلا أن البحث يشير إلى أن الرجال يستخدمون طرقاً أكثر خطورة في محاولاتهم للانتحار، مما يمكن أن يفسر الفارق بين نسبة الحالات التي تنتهي بالوفاة وفقاً لفولكس كرانت.

اترك تعليقاً

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات