وحدات العناية المركزة للأطفال في هولندا تعاني من ضغط كبير بسبب فيروس المخلوي التنفسي RS

تشهد وحدات العناية المركزة للأطفال في هولندا أزمة كبيرة بسبب تزايد أعداد الأطفال الرضع المصابين بالفيروس المخلوي التنفسي (RS). وأفادت هيئة الإذاعة الهولندية ”NOS” يوم الخميس أن بعض العمليات الجراحية للأطفال تم تأجيلها لتوفير أماكن لاستقبال الحالات الطارئة الناتجة عن الإصابة بالفيروس.

ووفقا للتقارير، فإن جميع وحدات العناية المركزة للأطفال السبعة في البلاد، التي تحتوي على 90 سريرًا إجمالاً، تعمل تقريبًا بكامل طاقتها، حيث يشغل مرضى فيروس المخلوي التنفسي ”RS” حوالي نصف الأسرة المتاحة. ويُعتبر هذا الفيروس من الأسباب الرئيسية لالتهاب القصيبات الهوائية الحاد لدى الأطفال الرضع، كما يُعد ثاني أكبر سبب لوفيات الرضع على مستوى العالم بعد الملاريا.

ضمان الرعاية رغم التحديات

أكدت ليزي دي ريدر، رئيسة جمعية رعاية الأطفال في هولندا، أن الوضع الحالي صعب للغاية، ولكن الرعاية الصحية ما زالت مضمونة. وأوضحت أن أطباء الأطفال يعملون بالتنسيق مع بعضهم البعض على مستوى البلاد لضمان توفير أماكن للمرضى الجدد، مضيفة أن بعض المستشفيات في الدول المجاورة تقدم المساعدة رغم أن الحالات هناك أيضًا في ازدياد.

وأضافت دي ريدر: “نحن مضطرون لاتخاذ قرارات صعبة، مثل تأجيل العمليات الجراحية للأطفال الآخرين ونقل بعض المرضى إلى مستشفيات أخرى، لضمان حصول كل طفل على الرعاية اللازمة”.

أمل جديد مع اللقاح القادم

توقعت دي ريدر أن يكون هذا التفشي الحالي من الفيروس هو الأخير من نوعه، حيث سيتم إضافة لقاح فيروس المخلوي التنفسي ”RS” إلى جدول التطعيمات الأساسية للأطفال في الخريف المقبل. ومن المتوقع أن يقلل هذا اللقاح من حالات دخول الأطفال إلى المستشفيات بنسبة تصل إلى 80%.

وعلى الرغم من الانخفاض التدريجي في معدلات التطعيم بين الأطفال خلال السنوات الأخيرة، إلا أن معدل تطعيم الرضع لا يزال ثابتًا. واختتمت دي ريدر بقولها: “أرجو من الأهالي تطعيم أطفالهم، فاللقاح آمن وفعّال ويمنع الكثير من المعاناة”.

تأثير الوضع الحالي

هذه الأزمة تُظهر مرة أخرى أهمية برامج التطعيم ودورها الحيوي في الوقاية من الأمراض وتخفيف الضغط على النظام الصحي، خاصة في الحالات التي يكون فيها الأطفال الرضع هم الفئة الأكثر عرضة للخطر.