علوم وتكنولوجيا

حالات خطيرة وصلت إلى الموت بسبب التدخين الإلكتروني في هولندا

في تحذير صحي خطير، أفادت التقارير من قناة “أر تي إل نيوز” بأن خمسة شباب في هولندا كادوا أن يفقدوا حياتهم نتيجة استخدامهم المفرط للسجائر الإلكترونية. أربعة من هؤلاء الشباب تم وضعهم في غيبوبة اصطناعية لفترات طويلة بسبب مضاعفات صحية ناجمة عن التدخين الإلكتروني، وهو ما يعكس تنامي المخاطر الصحية التي باتت تهدد الشباب جراء هذه العادة.

أنماط متنوعة من السجائر الإلكترونية:

الغريب في الأمر أن هؤلاء الشباب لا يعرفون بعضهم البعض، وكل منهم كان يستخدم نوعا مختلفا من سوائل السجائر الإلكترونية ذات النكهات، والتي أصبحت الآن غير قانونية في هولندا. هذه السوائل تحتوي على مواد كيميائية قد تكون أكثر ضررًا مما يعتقده المستخدمون، مما يزيد من القلق حول سلامة هذه المنتجات.

لم تقتصر الأزمة على هؤلاء الحالات الخمسة فقط، بل أفادت مستشفيات هولندية متعددة بتعاملها مع العديد من المرضى الذين يعانون من مشاكل خطيرة في الرئة نتيجة استخدام السجائر الإلكترونية. من بين هذه المشكلات كانت الانهيار الرئوي ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، بالإضافة إلى حالات من نوبات الربو التي تزايدت بشكل ملحوظ بين الشباب الذين اعتادوا على التدخين الإلكتروني.

القلق المتزايد حول صحة الشباب:

في تصريحات لخبراء الصحة، أكدوا أن الوضع يمثل “مأساة صحية مقلقة للغاية”، مشيرين إلى أن حالات الوفاة في المستقبل ليست مستبعدة في ظل الاستمرار في استخدام هذه المنتجات الضارة. إستر كرويس، خبيرة التبغ في عيادة الإدمان “Trimbos”، أشارت إلى أن هذه الأمراض لا ينبغي أن تصيب الشباب، وأضافت أن نتائج التحقيقات تعتبر تحذيرًا خطيرًا لجميع الآباء والأطفال على حد سواء، بالإضافة إلى المجتمع الطبي. وقالت كرويس: “يجب أن نأخذ التدخين الإلكتروني بجدية أكبر، وأن نفكر في تأثيراته الصحية بشكل أكثر تركيزا”.

إجراءات حكومية للتصدي للمشكلة:

في إطار محاولات الحد من تفشي ظاهرة التدخين الإلكتروني بين الشباب، أعلن نائب وزير الصحة في هولندا، فينسنت كاريمانز، في مارس الماضي عن دراسة إمكانية رفع السن القانوني لشراء السجائر والسجائر الإلكترونية من 18 إلى 21 عامًا. كما أكد على عزمه اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد بيع السجائر الإلكترونية بنكهات جذابة، مشيرًا إلى زيادة الغرامات على من يثبت مخالفته للقوانين الجديدة.

بالإضافة إلى التدابير المحلية، تسعى وزارة الصحة الهولندية إلى فرض قوانين صارمة على مستوى الاتحاد الأوروبي، حيث طالبت بروكسل بفرض “قيود شاملة على النكهات، ومستويات النيكوتين القصوى، والتغليف الموحد” على السجائر الإلكترونية ومنتجات النيكوتين الأخرى. هذه الخطوات تهدف إلى الحد من تأثير هذه المنتجات على صحة الأفراد، خاصة الشباب.

السجائر الإلكترونية مليئة بالمواد السامة:

تشير الأبحاث الأخيرة من عيادة “Trimbos” إلى أن واحدا من كل خمسة شباب تحت سن 25 عامًا يستخدم السجائر الإلكترونية، وأن 70% من هؤلاء أيضًا يدخنون السجائر التقليدية. ورغم وجود حد قانوني لسن استخدام السجائر الإلكترونية يبلغ 18 عاما، فإن هذا القانون لا يُحترم على نطاق واسع، ما ساهم في زيادة انتشار هذه العادة بين الشباب. في عام 2024، تم إدخال 14 طفلا إلى المستشفيات بسبب استخدامهم للسجائر الإلكترونية، ويشدد الأطباء على أن هناك المزيد من الحالات التي لم يتم تشخيصها بعد.

تشير الأبحاث أيضا إلى أن بعض السجائر الإلكترونية الشائعة بين المراهقين تحتوي على مواد سامة مثل المعادن الثقيلة، والمواد الكيميائية المسببة للسرطان، بالإضافة إلى مستويات نيكوتين تتجاوز الحد المسموح به قانونًا. هذه العوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة قد تؤثر على صحة الأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

error: انتبه المحتوى محمي بموجب قانون النشر!!

أنت تستخدم أداة حظر الإعلانات

لقراءة المقالة، يرجى إيقاف أداة حظر الإعلانات