ألمانيا تستعد لمواجهة روسيا: خطة شاملة لتجهيز الجيش بحلول عام 2029

أصدر الجنرال كارستن بروير، رئيس هيئة الأركان الألمانية، توجيهات حاسمة بتجهيز الجيش الألماني بشكل كامل بالأسلحة والعتاد، في خطوة تعكس تحوّلاً استراتيجياً في استعدادات البلاد الدفاعية. وتأتي هذه التوجيهات في وثيقة رسمية حصلت وكالة “رويترز” على نسخة منها، تحمل عنوان “أولويات توجيهية لتعزيز الاستعداد”.
بحسب الوثيقة، تستهدف ألمانيا تحقيق جاهزية كاملة لقواتها المسلحة بحلول عام 2029، مستفيدة من الموارد المالية المتاحة حديثاً نتيجة لعملية تخفيف أعباء الديون التي أقرتها الحكومة قبل عدة أسابيع. ويمثل هذا الجدول الزمني نقطة تحول رئيسية في السياسة الدفاعية الألمانية، ويأتي على خلفية تقديرات من كبار المسؤولين العسكريين في ألمانيا وحلف شمال الأطلسي، تشير إلى احتمال أن تستعيد روسيا قدرتها العسكرية على شن هجوم مباشر على أراضي الحلف بحلول نفس العام.
حدد الجنرال بروير في توجيهاته مجموعة من الأولويات العاجلة لتحديث وتطوير قدرات الجيش الألماني، متماشية إلى حد كبير مع أولويات حلف شمال الأطلسي. ويأتي على رأس هذه الأولويات تعزيز الدفاعات الجوية التي تعاني من استنزاف حاد، خصوصاً في مواجهة التهديدات المتزايدة من الطائرات المسيّرة.
وكانت مصادر قد كشفت لرويترز في وقت سابق أن حلف الأطلسي يعتزم مطالبة ألمانيا بتعزيز دفاعاتها الجوية بما لا يقل عن أربعة أضعاف، وذلك من خلال توسيع أنظمة الدفاع الجوي طويلة المدى مثل “باتريوت”، بالإضافة إلى تعزيز قدرات الدفاع القصير المدى.
كما تطرقت الوثيقة إلى أهمية امتلاك قدرات هجومية متقدمة، تشمل القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة على أهداف تقع على مسافات تزيد عن 500 كيلومتر، حتى خلف خطوط العدو. ويُعد هذا التحول إشارة واضحة إلى نية الجيش الألماني في تبني استراتيجية دفاعية هجومية مرنة.
بالإضافة إلى هذه الأولويات، شدد الجنرال بروير على ضرورة إعادة بناء مخزونات الذخيرة التي تآكلت على مدار السنوات الماضية، وأصدر أوامر برفع الأهداف الخاصة بتخزين جميع أنواع الذخيرة، لضمان استدامة العمليات القتالية في أي سيناريو محتمل.